12 يونيو 2025 20:41
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

تصاعد الاحتجاجات في لوس أنجلوس.. عمليات توقيف وحظر تجول ونشر الحرس الوطني

أعلن حاكم ولاية تكساس الجمهوري، جريج أبوت، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، عن نشر الحرس الوطني في أنحاء الولاية من أجل “الحفاظ على النظام”، وذلك على خلفية احتجاجات اندلعت بسبب توقيف مهاجرين، ما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إصدار أوامر بإرسال قوات من الجيش إلى مدينة لوس أنجلوس.

وكتب أبوت على منصة “إكس” أن “حرس تكساس الوطني سيُنشر في مواقع مختلفة بالولاية لضمان السلم والنظام”، مؤكدًا أن “التظاهر السلمي قانوني، لكن الإضرار بالأشخاص أو الممتلكات أمر غير قانوني وسينتج عنه توقيف”. وأضاف أن حرس تكساس سيستخدم كافة الوسائل والاستراتيجيات الممكنة لدعم عناصر إنفاذ القانون في تحقيق الأمن.

توقيفات واسعة في لوس أنجلوس وحظر تجول مشدد

أعلنت شرطة لوس أنجلوس عن تنفيذ “عمليات توقيف واسعة في وسط المدينة”، حيث تجمّع عدد من المتظاهرين على الرغم من بدء سريان حظر التجول الليلي الذي فُرض عقب أيام من الاحتجاجات التي وصفها الرئيس ترامب بأنها “غزو من قبل عدو خارجي”.

وقد شهدت مدينة لوس أنجلوس، وهي ثاني أكبر مدينة في الولايات المتحدة، أعمال نهب وتخريب بعد أن تخللت أعمال عنف مظاهرات بدأت في الأصل بشكل سلمي احتجاجًا على توقيف المهاجرين. وقالت شرطة المدينة على منصة “إكس”: “تواصل عدة مجموعات التجمع في الشارع الأول بين سبرينغ وألاميدا. يتم التعامل مع هذه المجموعات وتُنفّذ عمليات توقيف واسعة. هناك حظر تجول مفروض”.

إعلان حالة الطوارئ في المدينة

من جانبها، أعلنت رئيسة بلدية لوس أنجلوس، كارن باس، حالة طوارئ محلية وفرضت حظر تجول في وسط المدينة، في محاولة لوقف أعمال العنف. وأكدت أن مساحة تمتد على 2.5 كيلومتر مربع من المدينة، التي تبلغ مساحتها الإجمالية أكثر من 1200 كيلومتر مربع، ستبقى مغلقة حتى الساعة السادسة صباحًا، باستثناء السكان المحليين، والصحفيين، وأجهزة الطوارئ.

احتجاجات بسبب توقيف المهاجرين

وفي تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، قالت إحدى المتظاهرات إن جذور الاضطرابات تعود إلى توقيف مهاجرين في مدينة تضم نسبة كبيرة من السكان المولودين في الخارج ومن أصول لاتينية. وتعليقًا على حظر التجول، قالت: “أعتقد أنهم يفعلون ذلك من أجل السلامة، لكنني لا أرى أن الاحتجاجات السلمية هي المشكلة، بل ما يحدث من الطرف الآخر هو ما يُحرض على العنف”.

مظاهرات سلمية تتحول إلى عنف ليلي

وكانت التظاهرات، التي بدأت الجمعة، سلمية إلى حد كبير لكنها سرعان ما تحولت إلى أعمال عنف خلال الليل. خرج الآلاف إلى الشوارع، فيما أضرمت مجموعات أصغر النيران وحطمت نوافذ المحال. وليل الإثنين، تعرض 23 محلًا تجاريًا للنهب، بحسب الشرطة التي أعلنت كذلك عن توقيف أكثر من 500 شخص خلال الأيام الماضية.

وامتدت التظاهرات إلى مدن أميركية أخرى، بما فيها نيويورك وأتلانتا وشيكاغو وسان فرانسيسكو، احتجاجًا على سياسات الهجرة والتوقيفات الجماعية.

ترامب يأمر بنشر الحرس الوطني والمارينز

في إطار تصعيد الإجراءات، أمر الرئيس ترامب بنشر 4000 عنصر من الحرس الوطني في لوس أنجلوس، بالإضافة إلى 700 من عناصر المارينز، بهدف ضبط الأوضاع في المدينة، رغم تأكيد سلطات إنفاذ القانون المحلية على قدرتها في السيطرة على الأوضاع. وأوضحت ناطقة باسم الجيش أن الجنود سينتشرون في الشوارع في وقت لاحق من الثلاثاء أو الأربعاء، وستتمثل مهمتهم في حماية المنشآت الفيدرالية ومرافقة العناصر الفيدراليين المكلفين بإنفاذ قوانين الهجرة.

البنتاغون يعلن تكلفة الانتشار العسكري

وأكد عدد من المتظاهرين لوكالة الصحافة الفرنسية على ضرورة احترام الجنود، مشيرين إلى أنهم “لم يختاروا القدوم إلى لوس أنجلوس”.

من جهته، أعلن البنتاغون أن عملية الانتشار ستكلف دافعي الضرائب مبلغ 134 مليون دولار. وأظهرت صور نشرتها قوات المارينز رجالًا بالزي العسكري يستخدمون دروع مكافحة الشغب في تدريبات على ضبط الحشود بمنشأة تابعة للبحرية في سيل بيتش.

تحرك قانوني ضد تدخل الجيش

وفي تصعيد قانوني، قدم حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، التماسًا إلى محكمة منطقة شمال كاليفورنيا يطالب فيه بإصدار أمر قضائي يمنع استخدام الجيش للقيام بمهام شرطية، مستندًا إلى القوانين الفيدرالية التي تمنع ذلك، إلا في حال إعلان “التمرد”، وهو ما لوّح به ترامب في تصريحاته الأخيرة.