4 أغسطس 2025 13:16
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

تصعيد خطير في منبج يهدد اتفاق الدمج بين دمشق و«قسد»

تبادلت وزارة الدفاع السورية و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) الاتهامات بشأن هجوم مسلح وقع في مدينة منبج شمال البلاد، يوم السبت، وأسفر عن إصابات في صفوف الجيش والمدنيين، مما يلقي بظلال قاتمة على اتفاق “الدمج” التاريخي الموقع بين الطرفين في مارس الماضي.

قالت وزارة الدفاع السورية، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، إن الهجوم الذي استهدف إحدى النقاط العسكرية في ريف منبج “نفذته عناصر من قوات سوريا الديمقراطية”، وأسفر عن إصابة أربعة جنود وثلاثة مدنيين، واصفة الحادث بـ”غير المسؤول” ودون أسباب واضحة.

في المقابل، نفت «قسد» صلتها بالهجوم، واتهمت بدورها “فصائل غير منضبطة” تعمل ضمن صفوف الجيش السوري بالتصعيد العسكري. وأشار بيانها إلى أن تلك الفصائل استهدفت مناطق مأهولة بالسكان في منطقة دير حافر بأكثر من 10 قذائف مدفعية، دون أن تسفر عن إصابات تُذكر، بحسب البيان.

الهجوم يأتي في وقت حرج، إذ يُعتبر أول اختبار حقيقي لـاتفاق مارس 2025، الذي وقّع بين دمشق و«قسد» بهدف دمج القوات الكردية ومؤسسات الحكم الذاتي ضمن بنية الدولة السورية، في خطوة نادرة صوب إعادة توحيد البلاد بعد أكثر من 14 عامًا من النزاع.

إلا أن الخلافات حول آلية تنفيذ الاتفاق لا تزال قائمة، فبينما تصرّ «قسد» على الانضمام إلى الجيش السوري ككتلة موحدة، تصر دمشق على أن يكون الانضمام بشكل فردي وبشروط الدولة، وهو ما يعكس الفجوة العميقة في الرؤى بين الجانبين.

ودعت «قسد» في بيانها الأجهزة الحكومية إلى “تحمل مسؤولياتها في ضبط الفصائل الموالية لها”، مؤكدة على أهمية احترام التهدئة ومنع التصعيد في مناطق التماس.

ويأتي هذا التوتر في وقت تتزايد فيه الضغوط الإقليمية والدولية، خاصة من الجانب التركي، الذي يعتبر «قسد» امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المحظور، ويعارض أي اعتراف رسمي بها داخل مؤسسات الدولة السورية، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في الشمال السوري.