تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة بسبب “خريطة الانسحاب الإسرائيلية”

أفادت قناة “القاهرة الإخبارية”، نقلًا عن مصدر فلسطيني لوكالة فرانس برس (أ ف ب)، أن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة تعثرت، نتيجة إصرار الجانب الإسرائيلي على تقديم خريطة للانسحاب.
وأوضح المصدر أن الخريطة التي عرضتها إسرائيل لا تمثل انسحابًا حقيقيًا، بل هي مجرد “خريطة لإعادة انتشار قوات الجيش”، مشيرًا إلى أن ذلك لا يلبّي الحد الأدنى من مطالب الجانب الفلسطيني في المفاوضات الجارية.
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه الجهود الإقليمية والدولية لتثبيت التهدئة تصعيدًا ملحوظًا، في ظل استمرار العمليات العسكرية وتفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، وسط ضغوط شعبية وسياسية متزايدة لتحقيق اختراق في ملف التهدئة الشاملة ووقف دائم لإطلاق النار.
تأتي أنباء تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة في ظل واقع إنساني وأمني بالغ الصعوبة، حيث يشهد القطاع منذ أشهر تصعيدًا عسكريًا عنيفًا، أوقع آلاف الشهداء والجرحى، وتسبب في دمار واسع بالبنية التحتية، ونزوح جماعي للسكان، وسط انهيار شبه تام للخدمات الصحية والإنسانية.
وكانت المفاوضات غير المباشرة بين حركة “حماس” وإسرائيل، بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، قد شهدت خلال الأسابيع الأخيرة تحركات مكثفة في محاولة للوصول إلى اتفاق تهدئة شامل، يشمل وقف إطلاق النار، تبادل أسرى، وانسحابًا إسرائيليًا تدريجيًا من مناطق التوغل داخل قطاع غزة.
غير أن الخلاف حول التفاصيل الجوهرية، لا سيما ما يتعلق بمصير الأسرى الفلسطينيين، وضمانات وقف العمليات العسكرية، وخارطة انسحاب القوات الإسرائيلية، ما يزال يشكل عقبة رئيسية أمام أي اتفاق نهائي.
وتواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لتقديم خريطة واضحة لانسحاب قواتها من القطاع، في حين تتهم المقاومة الفلسطينية الجانب الإسرائيلي بمحاولة المراوغة عبر تقديم خرائط لإعادة انتشار مؤقت لا ترقى إلى انسحاب فعلي.
في الوقت ذاته، يواصل الوضع الإنساني في غزة التدهور بشكل كارثي، مع دخول القطاع في أزمة غذائية وصحية غير مسبوقة، ما يزيد من حساسية الوقت في إتمام أي اتفاق يضمن وقفًا حقيقيًا للعدوان، وتدفقًا آمنا للمساعدات، وإعادة الحياة إلى المناطق المنكوبة.
تعليقات 0