تقرير صادم: حرب الجوع تلتهم غزة بعد تدمير 94% من أراضيها الزراعية

في تقرير مؤلم بثّته قناة القاهرة الإخبارية، كُشف عن ملامح المأساة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، حيث حذّرت الأمم المتحدة من كارثة غذائية غير مسبوقة في المنطقة المحاصرة، نتيجة الدمار الواسع الذي خلّفته حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ عامين.

وأشار التقرير إلى أن الأرض التي كانت تُعرف يومًا بـ”أرض القمح والزيتون” تحوّلت إلى أرضٍ قاحلة تنبت الرماد والأنين، بعدما دمّر الاحتلال الإسرائيلي كل مقومات الحياة، تاركًا خلفه جوعًا ينهش أجساد المدنيين، وموارد نضبت حتى آخر قطرة.

ونقل التقرير عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن قوات الاحتلال دمّرت مساحاتٍ شاسعة من الأراضي الزراعية وسيطرت على معظمها، مما حرم آلاف الأسر الفلسطينية من مصدر رزقها الوحيد، وتسبّب في ارتفاع جنوني لأسعار المواد الغذائية.

ووفقًا لتقديرات الوكالة، قفز سعر كيلو الطماطم – أو “البندورة” كما يسميها الفلسطينيون – من 60 سنتًا إلى نحو 15 دولارًا، في حال توفّرها أصلًا بالأسواق، بينما باتت العائلات التي كانت تعيش من خيرات أرضها عاجزة عن شراء قوتها اليومي.

كما استعرض التقرير بيانات صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، تؤكد أن جيش الاحتلال دمّر أكثر من 94% من الأراضي الزراعية، البالغة مساحتها نحو 178 ألف دونم، ما أدى إلى تراجع الإنتاج الزراعي السنوي من 405 آلاف طن إلى 28 ألفًا فقط، بخسائرٍ تقدّر بـ 2.8 مليار دولار خلال عامين.

وأخرج الاحتلال 1230 بئرًا زراعيًا من الخدمة، ودمّر 85% من الدفيئات الزراعية، لتتقلص مساحة الأراضي المزروعة بالخضروات من 93 ألف دونم إلى 4 آلاف فقط.

وهكذا، كما ختم التقرير، أصبحت سلة غذاء غزة فارغة إلا من الرماد، والجوع آخر أسلحة الاحتلال في حربٍ استهدفت الإنسان والأرض والزرع معًا.