جنوب كردفان على صفيح ساخن: حصار خانق ومعارك شرسة تنذر بتصعيد واسع في السودان

فيما تتسع رقعة التصعيد العسكري في إقليمي دارفور وكردفان، تتجه الأنظار بقوة نحو ولاية جنوب كردفان، التي باتت تشهد أعنف المواجهات منذ أيام، في مشهد ميداني معقّد ينذر بانفجار عسكري أوسع خلال الفترة المقبلة.

ونقل محمد إبراهيم، مراسل قناة “القاهرة الإخبارية” من أم درمان، صورة قاتمة من قلب الأحداث، مؤكدًا أن مدينتي الدلنج وكادوغلي تخضعان لحصار خانق تفرضه الحركة الشعبية – جناح عبدالعزيز الحلو، المتحالفة مع قوات الدعم السريع، من عدة محاور شرقية وغربية، وسط طبيعة جغرافية جبلية تزيد من صعوبة الحركة والإمداد وتضاعف من حدة الاستهداف داخل المدن.

وأوضح المراسل أن الطبيعة الجبلية الوعرة في جنوب كردفان تعرقل عمليات الخروج والدعم اللوجستي، ما يجعل المدنيين عالقين داخل مناطق الاشتباك، في ظل تضييق الخناق على المدينتين اللتين تُعدان من أكبر وأهم المراكز الحضرية في الولاية، وتتمتعان بثقل استراتيجي خاص بالنسبة للحركة الشعبية.

وأضاف أن هذا الثقل الاستراتيجي ينذر بأن المعارك مرشحة لمزيد من العنف، خاصة مع الانتشار الواسع لقوات الحركة الشعبية وقوات الدعم السريع في محيط المدن وداخل بعض أحيائها.

وأشار إبراهيم إلى أن القتال يشهد قصفًا متبادلًا مستمرًا، حيث يعتمد الجيش السوداني بشكل متزايد على الطائرات المسيّرة في محاولة لضرب مواقع الخصوم وتقليل الخسائر البشرية، في المقابل تواصل قوات الدعم السريع استخدام الأسلحة الثقيلة داخل الأحياء السكنية، ما يرفع من كلفة المواجهات على المدنيين ويزيد المخاوف من كارثة إنسانية جديدة.