19 ديسمبر 2025 23:10
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

جوتيريش يؤكد ضرورة الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة وإنهاء المعاناة الإنسانية

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ضرورة الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، مع ضمان التنفيذ الكامل لجميع بنود المرحلة الأولى، مشددًا على أنه “لا توجد أي ذريعة لتجنب ذلك”.

وأوضح جوتيريش -في مؤتمر صحفي عقده الجمعة عقب تلقيه أحدث تقرير عن الأمن الغذائي في غزة- أن التقدم في عملية السلام يتطلب المضي قدمًا في جميع المراحل، بما في ذلك الالتزام بوقف إطلاق النار.

وأشار جوتيريش إلى تراجع معدلات المجاعة في غزة، حيث بات عدد أكبر من السكان قادرين على الحصول على الغذاء الذي يحتاجونه للبقاء على قيد الحياة، مؤكدا أن الأمم المتحدة تقوم بإعداد أكثر من 1,5 مليون وجبة ساخنة يوميًا وتوصيل طرود المساعدات الغذائية إلى جميع أنحاء القطاع، إلى جانب توصيل المياه النظيفة وإعادة فتح بعض المرافق الصحية. كما تحركت الأمم المتحدة عقب العواصف الشتوية القاسية لتوفير الخيام والبطانيات والملابس، وهو ما يعكس العمل الدؤوب للعاملين في المجال الإنساني والدول الأعضاء وتحسن التعاون مع مركز التنسيق المدني العسكري.

ورغم ذلك، حذر جوتيريش من هشاشة المكاسب، مشيرًا إلى أن 1,6 مليون شخص في غزة أي أكثر من 75٪ من السكان يواجهون مستويات قصوى من انعدام الأمن الغذائي ومخاطر سوء التغذية الحرجة. وأضاف أن المعاناة الإنسانية مستمرة، حيث تتحمل العائلات ضغوطًا هائلة، ويضطر الأطفال للنوم في خيام غمرتها المياه، فيما تنهار المباني المتضررة من القصف تحت وطأة الأمطار والرياح، وتتكبد خدمات المياه والصرف الصحي والمستشفيات والمخابز صعوبات في التعافي من الدمار ونقص الإمدادات وقيود إدخال المواد الأساسية.

وأوضح جوتيريش أن الوصول إلى الأراضي الزراعية وأحياء بكاملها لا يزال صعبًا بسبب الانتشار العسكري الإسرائيلي المستمر، ما يزيد من الخسائر ويعرض فرق الأمم المتحدة لخطر جسيم. وذكر أن الأمم المتحدة منذ أكتوبر تعمل على إبقاء شرايين الحياة قائمة من خلال تقديم الدعم للمخابز وإعداد ملايين الوجبات وإعادة فتح مراكز التغذية وتأهيل المستشفيات وتطعيم الأطفال وإزالة الأنقاض وترميم خطوط المياه، إلا أن الاحتياجات تتزايد بوتيرة أسرع من المساعدات المسموح بدخولها.

وشدد على ضرورة وقف دائم لإطلاق النار وفتح المزيد من المعابر ورفع القيود عن المواد الحيوية وإزالة التعقيدات البيروقراطية، بالإضافة إلى توفير طرق آمنة داخل غزة وتمويل مستدام ووصول غير مقيّد للمنظمات غير الحكومية.

وعن الوضع في الضفة الغربية، نبه جوتيريش إلى التدهور السريع هناك نتيجة تصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين ومصادرة الأراضي وعمليات الهدم والقيود المشددة على الحركة، مشيرًا إلى أن عشرات الآلاف أصبحوا بلا مأوى جراء العمليات العسكرية في شمال الضفة الغربية. ودعا إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان وتنفيذ التدابير والقرارات التحفظية الصادرة عن محكمة العدل الدولية، بما في ذلك الرأي الاستشاري الصادر في 22 أكتوبر 2025 والذي يلزم إسرائيل بتسهيل المساعدات الإنسانية والتعاون مع الأمم المتحدة واحترام حصانات موظفيها.

وكرر جوتيريش دعمه لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، مؤكدًا دورها الحيوي في خدمة الشعب الفلسطيني في غزة وبقية المنطقة، مشددًا على ضرورة إنهاء المعاناة الإنسانية الطويلة وإتاحة أفق من الأمل للفلسطينيين من خلال تنفيذ وقف إطلاق النار بالكامل وفتح الطريق نحو حل الدولتين.