18 مايو 2025 13:42
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

رئيس جامعة الأزهر: التقويم الهجري مفتاح لضبط الشعائر وبناء الهوية

الأهلة بوابة الزمن الإيماني

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن للهلال في الإسلام مكانة تتجاوز كونه ظاهرة فلكية، فهو ميزان دقيق للعبادات والشعائر، كما جاء في قوله تعالى: “يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج”.

وخلال ظهوره في برنامج “بلاغة القرآن والسنة” على قناة الناس، أوضح داود أن ذكر الحج تحديدًا بعد “الناس” في الآية يحمل دلالة بالغة، مؤكدًا أن المؤمن الحق هو من يضبط عباداته ومواعيده وفق حركة الأهلة، داعيًا إلى إعادة الاعتبار للتقويم الهجري، ومعرفة الشهور العربية وأثرها في حياة المسلمين.

رئيس جامعة الأزهر: التقويم الهجري مفتاح لضبط الشعائر وبناء الهوية - 1 - سيناء الإخبارية

وأشار إلى أن القرآن الكريم لم يأتِ برد علمي بحت على سؤال الصحابة حول تغير شكل القمر، بل قدّم إجابة تربط الظاهرة بالحكمة العملية منها، ليُعلّمنا أن العِلم الذي لا يُترجم إلى عمل، يبقى ناقص الفائدة. وأضاف: “الأهلة لم تُخلق عبثًا، بل لتكون مواقيت نُنظّم بها صومنا، حجنا، معاملاتنا وعدّة نسائنا.”

ولفت داود إلى أن هذا المعنى تجلّى أيضًا في قول شعيب لموسى عليه السلام: “على أن تأجرني ثماني حجج”، مؤكدًا أن الزمن في الإسلام يُقاس بالشعائر لا بالسنوات المجردة.

رئيس جامعة الأزهر

رئيس جامعة الأزهر: التقويم الهجري مفتاح لضبط الشعائر وبناء الهوية - 3 - سيناء الإخبارية

كما استعرض بعض المظاهر الشعبية القديمة في مصر التي ربطت بين الزمن والدين، مثل قولهم: “مع طلعة المحمل” أو “وقت قدوم الحجيج”، مشيرًا إلى أن هذه العبارات ليست مجرد تعبيرات شعبية، بل ترسيخ لهوية روحية وثقافية اندمج فيها الوقت بالشعيرة.

واختتم داود حديثه بدعوة واضحة: “علينا أن نُعيد للتقويم الهجري مكانته في حياتنا، فهو ليس مجرد عدٍّ للأيام، بل وسيلة نُعيد بها وصلنا بالشعائر، ونُربّي بها وعينا وأجيالنا على روح الإسلام.”