روسيا تحذّر: معاهدة منع الانتشار النووي مع أمريكا مهددة

أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، اليوم الثلاثاء، أن معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية بين موسكو وواشنطن باتت مهددة بشكل جدي، مشيرًا إلى أن مستقبل الاتفاق النووي الاستراتيجي أصبح “على المحك”.

وجاءت تصريحات نيبينزيا بعد إعلان الولايات المتحدة نيتها زيادة تصنيع أسلحة نووية جديدة، مبررة ذلك بتدهور الوضع الأمني العالمي، في خطوة تُعد تصعيدًا مباشرًا في سباق التسلح النووي بين القوتين العظميين.

يُذكر أن معاهدة “نيو ستارت” لتقليص الترسانة النووية، كانت قد وُقعت في عام 2011 بين الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما، ونظيره الروسي دميتري ميدفيديف، وهي الاتفاقية الأخيرة المتبقية للحد من الأسلحة النووية بين البلدين، وتبقى سارية حتى عام 2026.

ورغم إعلان روسيا تعليق مشاركتها في المعاهدة في وقت سابق، فإنها لم تنسحب منها بشكل رسمي، مما يبقي الباب مواربًا أمام جهود دبلوماسية محتملة، وإن كانت فرصها تتضاءل.

وفي تطور موازٍ، صرّح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، صباح اليوم، بأن تجديد المعاهدة مع الولايات المتحدة “ليس واردًا حاليًا”، مؤكدًا أن الظروف السياسية والعسكرية الحالية لا تتيح استئناف المفاوضات.

تصريحات لافروف ونيبينزيا تعزز المخاوف من انهيار أحد أهم أعمدة الأمن النووي العالمي، في وقت تتزايد فيه الصراعات الإقليمية، وتعود لغة الحرب الباردة إلى واجهة العلاقات الدولية.

تشير التطورات الأخيرة إلى أن العالم قد يكون مقبلًا على مرحلة غياب توازن الردع النووي الذي وفرته المعاهدات لعقود. وفي حال انهيار الاتفاق رسميًا، فإن سباق التسلح قد يعود بوتيرة أكثر عنفًا، مع دخول أطراف جديدة حلبة التصعيد، ما ينذر بعواقب استراتيجية وخيمة.