زفاف إيمان بهلوي في باريس..حفل ملكي يُربك طهران

احتفلت إيمان بهلوي، حفيدة شاه إيران الراحل، بزفافها إلى رجل الأعمال الأمريكي اليهودي برادلي شيرمان، في حفل أقيم بالعاصمة الفرنسية باريس، وسط حضور شخصيات بارزة من العائلة المالكة الإيرانية في المنفى، على رأسهم ولي العهد رضا بهلوي.

سبق الزفاف الباريسي مراسم عقد قران مدني جرت في نيويورك، ودمج الحفل بين التقاليد الإيرانية واليهودية، ليظهر الزوجان وهما يؤديان رقصة “الهورا” الشهيرة وسط أجواء احتفالية حظيت بانتشار واسع على مواقع التواصل، واعتُبرت استعراضًا ناعمًا لهوية متعددة، تُمثل شريحة كبيرة من الإيرانيين في الشتات.

لم يكن الزفاف مجرد مناسبة عائلية، بل تحوّل إلى حدث رمزي ذو طابع سياسي وثقافي، حيث رآه العديد من أنصار الملكية والمغتربين الإيرانيين رسالة أمل في وجه النظام الحاكم بطهران، وتأكيدًا على استمرار الحلم بمستقبل مختلف.

وغرّد المدون الإيراني اليهودي نيوه بيرج:”بينما يحتفل الإيرانيون داخل وخارج إيران، يشعر الملالي بالغضب… إنه زفاف ملكي تاريخي يجمع العائلة البهلوية بالهوية اليهودية.د”.

أما جولدي غماري، السياسية الكندية ذات الأصول الإيرانية، فقد وصفت الزفاف بأنه: “رمز للأمل والإرث الإيراني المستمر، رغم النفي والسنوات الطويلة من القمع “.

ورغم عدم توليه أي منصب رسمي منذ مغادرته إيران عقب الثورة الإسلامية عام 1979، لا يزال رضا بهلوي وجها بارزًا في أوساط المعارضة بالخارج، وقد شارك في الحفل بكل رمزيته، مكرّسًا حضوره كـ”مرجع معنوي” للإيرانيين الحالمين بالتغيير.

كان بهلوي قد صرّح في أكثر من مناسبة بأن “إيران الجديدة ليست حلمًا بعيدًا، بل واقع يصنعه الشعب”،وهو ما أعاد الزفاف إشعاله كشرارة نقاش متجدد حول هوية إيران المستقبلية ودور الشتات الإيراني في رسم ملامحها.

زفاف الأميرة إيمان بهلوي لم يكن مجرد حفل فاخر في باريس، بل منصة رمزية أعادت طرح الأسئلة الكبرى عن العلمانية، التنوع، التسامح، ومستقبل الحكم في إيران. إنه زفاف يحمل في طياته أمنيات جيل كامل من الإيرانيين بالعبور نحو مستقبل يحتفي بالتعدد لا القمع، وبالحرية لا الإقصاء.