زيارة عباس لبيروت تشتعل بملف سلاح المخيمات الفلسطينية
وحزب الله يرفض الاستسلام قبل انسحاب إسرائيل

أعاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ملف سلاح المخيمات الفلسطينية إلى الواجهة خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، معلناً استعداده للتعاون مع السلطات اللبنانية لضبط السلاح داخل المخيمات، لكن التصريحات جاءت وسط مشهد معقد يتشابك فيه الأمن والسياسة، حيث تبقى التفاصيل مُجزأة والملفات غير محسومة.
في المقابل، لبنان يصر على حسم الأمر عبر لجنة تفاوض أمنية وعسكرية، فيما يكتفي الوفد الفلسطيني بالتمثيل السياسي فقط، مما يزيد الغموض حول مستقبل سلاح المخيمات. ويبدو أن عباس يحاول تفكيك الملف إلى لجان متخصصة، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة للتمهيد لتمديد النقاش وطمس القضايا الجوهرية.
وعلى وقع هذه الأجواء، أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون موعدًا حاسمًا منتصف يونيو المقبل لانطلاق حملة تطهير المخيمات من السلاح، بداية بثلاثة مخيمات، وفق جدول زمني وضعتها اللجنة اللبنانية-الفلسطينية المشتركة التي عقدت اجتماعها الأول مؤخراً بحضور رئيس الحكومة نواف سلام.
في الوقت ذاته، ملف السلاح لا يقتصر على المخيمات، إذ تتصاعد الضغوط على حزب الله لتسليم سلاحه غير الرسمي خلال الأشهر المقبلة. لكن الأمين العام للحزب، نعيــم قاسم، رد بقوة، مؤكداً بقاء المقاومة مستمرة ما دام الصراع مع إسرائيل مستعراً، ومحملاً تل أبيب مسؤولية الخروقات المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار.
وتأتي هذه التطورات وسط تصعيد أمريكي واضح، حيث تستعد مساعدة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط مورجان أورتاجوس لزيارة بيروت قريبًا، وسط تحذيرات أمريكية للحكومة اللبنانية بضرورة نزع سلاح حزب الله، بعد أن اعتبرت أن لبنان لم يتخذ الخطوات الكافية لتنفيذ هذا الالتزام.
مع اشتداد المعركة على ملف السلاح، يبقى لبنان ومخيماته في قلب معركة كبرى بين الأمن والسياسة، وبين مصالح الداخل وتوازنات الإقليم، فيما تلوح بوادر لحسم قريب قد يعيد رسم موازين القوى في المنطقة.
تعليقات 0