16 أكتوبر 2025 00:26
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

«يصنعون على أعينهم».. سجون إسرائيل تتحول إلى «مصنع للقادة الفلسطينيين»

يشير تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية إلى أن الضغوط المتكررة لاطلاق سراح سجناء من قيادات الفصائل إلى جانب شباب فلسطينيين اعتُقلت سابقا شكلت تقليدا معتبرا اعتمدته إسرائيل على مدى عقود لأسباب أمنية وسياسية.

وتضيف الصحيفة أن اسرائيل استبدلت منذ ثمانينيات القرن العشرين ما لا يقل عن 8500 سجين مقابل أقل من عشرين أسيرا إسرائيليا على قيد الحياة؛ بالإضافة إلى رفات ثمانية آخرين وفقا لتقديرات الصحيفة؛ ما خلق حافزا لدى فصائل المقاومة لاختطاف جنود إسرائيليين بغرض مقايضتهم بالأسرى الفلسطينيين.

وتقول فايننشال تايمز إن هذه المعادلة أفرزت ما وصفته بـ”سوق مروعة للقيمة الإنسانية” حيث يقايض كل إسرائيلي مختطف بعشرات وأحيانا بمئات الفلسطينيين المفرج عنهم، وهو واقع غذى في الوقت نفسه ديناميكية داخل السجون أتاحت للمعتقلين من مختلف الفصائل التلاقي والتبادل الفكري والتنظيمي.

وأصبحت السجون بالنسبة لهؤلاء، بحسب التقرير، مساحة غير مقصودة للتدريب وبناء القيادات الفلسطينية القادمة، إذ يوضع نشطاء من حماس وفتح وجماعات أخرى مثل الجبهة الشعبية وحركة الجهاد الإسلامي معا في محيط واحد يتبادلون الأفكار ويدرسون وينسقون وينتظرون الإفراج الذي يعزز من سمعتهم خارج أسوار السجن.

ويروي التقرير أن السجناء يطلقون على هذه الظاهرة تسمية “جامعة هداريم” تيمنا باسم أحد السجون الذي يضم ما وصفته الصحيفة بجامعة سجن رسمية، مشيرا إلى أن من رواد هذا الامتداد التاريخي كان مؤسس حماس الراحل الشيخ أحمد ياسين، ورئيس حماس في غزة السابق يحيى السنوار الذي بات اسمه مرتبطا بعناصر قيادية في الحركات المسلحة، وذلك في إشارة إلى كيف أسهم الاعتقال والاحتجاز في تشكيل معالم القيادة الفلسطينية المعاصرة.

وأكدت الصحيفة أن هذا الواقع يعكس جوانب معقدة في تعامل إسرائيل مع أسئلة الأمن والأسرى والعواقب السياسية والاجتماعية لسياسة التبادل التي استمرت لعقود.