سيدة مسنّة وبناتها ضحايا اعتداء وحشي على يد مستأجرين بالمنصورة

تحولت خلافات إيجارية بين سيدة مسنّة ومستأجرين إلى جريمة عنف بشعة شهدتها مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، حيث وثّقت كاميرات المراقبة لحظات صادمة لسحل وضرب سيدة تبلغ من العمر 62 عامًا وابنتيها الطبيبتين، داخل مدخل العقار الذي تملكه، بسبب تأخر المستأجرين في سداد الإيجار.

السيدة سهير عبد الشهيد، موجه بالتربية والتعليم على المعاش، لجأت إلى الشرطة بعد أن تعرضت لاعتداء جسدي عنيف على يد مستأجرين رفضوا دفع مستحقات الإيجار وفواتير الكهرباء، وتمادوا في تعنتهم برفض إخلاء الشقة، بل هددوا بالبقاء فيها بالقوة.

رغم كبر سنها ومرضها، لم تسلم سهير من اللكمات والصفعات، حيث فوجئت أثناء نزولها من شقتها لإخراج القمامة، بأحد المستأجرين يهجم عليها ويوجه لها صفعتين على وجهها، ليُسارع شقيقه بالانضمام للاعتداء، قبل أن تتدخل ابنتاها – إحداهما أستاذة بكلية الطب وأخرى صيدلانية – لحمايتها، فيُواجهن هجومًا أكثر شراسة، أسفر عن إصابات وكدمات ظاهرة، وسحل مؤلم على الأرض.

المفاجأة الصادمة بحسب رواية الضحية، أن والد الشقيقين المتهمين اقتحم الشقة شبه عارٍ في محاولة لترهيب أفراد الأسرة، وهو ما زاد من مشاعر الذعر والصدمة التي ما زالت تسيطر عليهم.

السيدة أكدت أن ما حدث لم يكن مجرد مشاجرة، بل تصفية حسابات متراكمة بعد شهور من التحرش اللفظي والتهديد والامتناع عن دفع الإيجار. وتقول بأسى: “أنا مربية أجيال وولادي أطباء.. اتبهدلنا واتضربنا واتسحلنا علشان طالبنا بحقنا، والنهاردة أنا وأولادي عايشين في رعب ومش قادرين نرجع بيتنا ” .

التحقيقات كشفت أن المتهمين تعمدوا تعطيل عداد الكهرباء، ورفضوا دفع رسوم تركيبه الجديد، وحين لجأت المالكة للقضاء ورفعت دعوى طرد، تصاعدت وتيرة التهديدات حتى وقعت الجريمة.

وقد تمكنت قوات الشرطة من القبض على المتهمين، وأحيلوا إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق، وقررت حبسهم على ذمة القضية، مع اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

قصة الاعتداء ليست مجرد مشاجرة، بل جرس إنذار لمئات الأسر المصرية التي تواجه تحديات قانونية ومجتمعية في علاقات الإيجار، وسط حاجة ماسّة لتشديد العقوبات وضمان الحماية القانونية للمالكين والمستأجرين على حد سواء.