“سيناء التي نريد”.. كتاب يفضح المسكوت عنه ويعيد رسم خريطة الوعي بتاريخ ومصير الأرض

في إصدار جديد يحمل نَفَسًا ميدانيًا وشجاعة توثيقية نادرة، أطلق الشيخ عرفات خضر سالمان كتابه المرتقب “سيناء التي نريد”، ليكشف عن مشاهد وحقائق تُنشر لأول مرة حول تاريخ شبه جزيرة سيناء، وخاصة شمالها الشرقي، في محاولة جادة لسدّ الفراغ التاريخي والمعرفي الذي طالما اكتفت فيه المكتبة المصرية بإعادة تدوير مراجع قديمة دون تجديد جوهري في المحتوى أو الرؤية.

الكتاب الصادر حديثًا يتجاوز فكرة السرد التقليدي، ليقدم رؤية وطنية استراتيجية تنبع من الأرض والناس، عبر سبعة أبواب رئيسية تجمع بين التوثيق التاريخي، والتحليل الاجتماعي، والشهادة الحيّة، مدعومة بوثائق ومراجع وشهادات غير منشورة من قبل.

ويعد هذا العمل تتويجًا لتجربة طويلة من المعايشة والرصد، حيث يستعرض المؤلف وقائع نادرة من واقع سيناء بين عامي 1900 و1956، مرورا بدور أهلها البطولي في مواجهة الاستعمار والعدوان الثلاثي، ووصولًا إلى مواقفهم الوطنية الرافضة لمحاولات تهجير سكان غزة، ثم تطورات ما بعد النكسة، وانتهاءً برؤية تنموية شاملة تعكس أحلام أبناء سيناء وتحدياتهم اليومية.

وقد خصص المؤلف فصلًا كاملًا لتاريخ التصوف في سيناء، باعتباره أحد مكونات الهوية الروحية للسيناويين، كما وثّق بصيغة حية مشاهد من حرب 1967، وفترات الاحتلال، ثم رصدًا نادرًا لمراحل إعادة الإعمار ومواجهة الإرهاب، مستندًا إلى شهادات معايشة وتحليلات دقيقة.

ويأتي الباب الأخير كإضافة نوعية، حيث يقدم خريطة طريق لحماية وتنمية سيناء من منظور داخلي، وهو ما يجعل هذا الكتاب، بحسب مختصين، واحدًا من أهم ما كُتب عن سيناء في العقد الأخير.

ويأمل متابعو الشأن السيناوي أن يكون هذا الإصدار بداية لسلسلة من الدراسات الميدانية، تعيد سرد التاريخ من فم المكان، لا من وراء مكاتب بعيدة.