صراع حاد بين أقوى رجل في أمريكا وأغنى رجل في العالم

اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رجل الأعمال إيلون ماسك بـ”فقدان عقله”، في خضم نزاع متصاعد بين الحليفين السابقين قد يُحدث زلزالًا سياسيًا واقتصاديًا في المشهد الأمريكي.

وجاءت تصريحات ترامب بعد أن شنّ ماسك هجومًا لاذعًا عليه عبر منصات التواصل الاجتماعي، ووجه له اتهامًا خطيرًا بالتورط في ما يُعرف بـ”ملفات إبستين”  ،وهي الوثائق المرتبطة بجيفري إبستين، المدان سابقًا في قضايا اعتداء جنسي على قاصرين.

في سلسلة مقابلات هاتفية أجراها مع وسائل إعلام أمريكية مساء الجمعة، لم يتوانَ ترامب عن الرد، قائلاً خلال حواره مع شبكة ABC News: “هل تقصد الرجل الذي فقد عقله؟،لست مهتمًا بالتحدث إليه حاليًا “.

وفي تصريحات أخرى لشبكة CNN، أضاف ترامب:”لا أفكر حتى في إيلون. المسكين لديه مشكلة ” .

وفي حديثه لصحيفة بوليتيكو، قال بسخرية لاذعة إن العلاقة بينهما “تسير على ما يرام، ولم تكن أفضل من ذلك قط”، فيما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مصادر خاصة أن ترامب اتهم ماسك ضمنيًا بتعاطي المخدرات.

في محاولة لنزع فتيل الاتهام الأخطر، نشر ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” بيانًا منسوبًا إلى ديفيد شوين، محامي الدفاع السابق عن إبستين، الذي نفى تمامًا أي علاقة بين ترامب والملف المثير للجدل، مؤكدًا:”أستطيع أن أؤكد بثقة ووضوح أن إبستين لم تكن لديه أي معلومات تُلحق الضرر بالرئيس ترامب… لقد سألته تحديدًا!” .

ما يزيد من وطأة الخلاف أن ترامب وماسك كانا حليفين مقربين خلال الحملة الرئاسية لعام 2024، حيث أنفق ماسك نحو 300 مليون دولار دعمًا لعودة ترامب للبيت الأبيض ،لكنّ العلاقة سرعان ما تحوّلت إلى خصومة حادة، دفعت ماسك إلى اقتراح تأسيس حزب سياسي جديد يمثل “الوسط الحقيقي في أمريكا”.

وبحسب مراقبين، فإن ثروة ماسك الهائلة تمنحه القدرة على تمويل حملات سياسية ضخمة، ما قد يؤثر على انتخابات التجديد النصفي المرتقبة، ويهدد النفوذ الانتخابي للحزب الجمهوري الذي يعوّل عليه ترامب.

تُحذر صحيفة “الجارديان” البريطانية من أن هذا الصراع قد يعيد تشكيل التحالفات السياسية في الولايات المتحدة، خاصة أن منصة X (تويتر سابقًا) – المملوكة لماسك – كانت ساحة رئيسية لترويج خطاب ترامب وحلفائه.

لكن الانشقاق الأخير قد يدفع ماسك نحو تبنّي خطاب سياسي مستقل، ما يُفقد ترامب أحد أبرز داعميه التكنولوجيين والاقتصاديين، ويخلق شرخًا غير مسبوق في صفوف التيار اليميني الأمريكي.