20 يونيو 2025 21:40
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

صعود سعر اليورانيوم عالميًا مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران

شهد عنصر اليورانيوم المشع، المستخدم الأساسي في تشغيل المفاعلات النووية، قفزة ملحوظة في سعره بالتزامن مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران.

ووفقًا لما أوردته صحيفة “إنفوباي” الأرجنتينية، بلغ سعر اليورانيوم 76 دولارًا للرطل، مقارنة بـ63.5 دولارًا فقط في الأسبوع الماضي. وقد أرجع محللو الأسواق هذه الزيادة إلى تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، وتلويح الطرفين بإمكانية اللجوء إلى خيارات نووية.

ألكسندر لوندونو، الخبير بشركة “أكتيف تريدز”، أشار إلى أن الزخم التصاعدي لأسعار اليورانيوم تسارع منذ يوم الخميس الماضي، على خلفية الأزمة المتفاقمة في المنطقة، وهو ما أعاد إلى الأذهان ذروة السعر في يونيو 2007 حين لامس اليورانيوم 136.22 دولارًا للرطل.

ويُعد اليورانيوم من أكثر المواد فاعلية في توليد الطاقة، إذ يمكن لقطعة صغيرة بحجم بيضة أن تُنتج ما يعادل 88 طنًا من الفحم. وتتنوع استخداماته بين المجالات المدنية والعسكرية، ويشكّل مكونًا رئيسيًا في توليد الكهرباء النووية، بالإضافة إلى أهميته في التصنيع الدفاعي.

كما نبّه معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) في تقرير حديث إلى خطورة تسارع برامج تخصيب اليورانيوم، معتبرًا أن هذه الخطوة تُنذر بعودة سباق التسلح النووي على نطاق عالمي، في ظل استخدامه لتوليد الطاقة عبر تسخين المياه وإنتاج البخار، إلى جانب كفاءة ذراته العالية في الانقسام النووي.

من ناحية استراتيجية، يحظى اليورانيوم باهتمام واسع بسبب دوره المحوري في التحولات الجارية بمجال الطاقة، إذ يُوفر مصدرًا للطاقة النظيفة الخالية من الانبعاثات، ما يجعله عنصرًا تنافسيًا في أسواق الطاقة العالمية.

وتمتلك الدول الغنية باحتياطيات اليورانيوم نفوذًا سياسيًا واقتصاديًا مؤثرًا على الساحة الدولية.

وتشرف هيئات مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تنظيم استخدامات اليورانيوم عبر منظومات رقابية صارمة، لضمان عدم تسربه إلى أغراض غير سلمية.

ويخضع اليورانيوم الخام بعد استخراجه من المناجم لعمليات معقدة تشمل التنقية والتخصيب، لرفع نسبة النظير القابل للانشطار (يورانيوم-235)، وهو ما يعزز كفاءته في تشغيل المفاعلات.

وتتزايد الأبحاث والتجارب العالمية حول تطوير مفاعلات نووية من الجيل الجديد، إلى جانب تقنيات إعادة تدوير الوقود النووي، بما يعزز استدامة هذا المصدر الحيوي للطاقة.

ومع استمرار الأزمات الجيوسياسية والاحتياجات المتصاعدة للطاقة، يُتوقع أن يبقى اليورانيوم في قلب النقاشات الدولية حول الأمن والاستقرار ومصادر الطاقة البديلة.