صور أقمار صناعية تكشف توسعاً نووياً إسرائيلية غير مسبوق في صحراء النقب

كشفت صور أقمار اصطناعية حديثة عن تكثيف غير مسبوق لأعمال البناء في منشأة نووية إسرائيلية بمركز شمعون بيريز للأبحاث النووية بصحراء النقب، بالقرب من مدينة ديمونا، ما أثار موجة من التساؤلات حول الغرض من هذا التوسع في برنامج إسرائيل النووي المثير للجدل.
وحلل سبعة خبراء الصور التي التقطتها شركة “بلانيت لابس” في 5 يوليو، مؤكدين أن أعمال البناء مرتبطة على الأرجح بالبرنامج النووي الإسرائيلي، لكنهم اختلفوا حول طبيعة المنشأة الجديدة:
مفاعل نووي جديد: يرى ثلاثة خبراء أن الموقع يبدو مصمماً لمفاعل جديد يعمل بالماء الثقيل لإنتاج البلوتونيوم، المادة الأساسية لصناعة الأسلحة النووية.
منشأة لتجميع الأسلحة: بينما أشار أربعة خبراء آخرون إلى احتمال استخدام الموقع لتجميع الأسلحة النووية، مع الإشارة إلى أن البناء لا يزال في مراحله الأولى، مما يجعل من الصعب التوصل إلى استنتاج قاطع.
وفي تعليق له، قال جيفري لويس من مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي: “من المحتمل أن يكون مفاعلاً، من الصعب جداً تخيل شيء آخر”.
يذكر أن إسرائيل تتبع سياسة الغموض النووي، حيث لا تؤكد أو تنفي امتلاكها للأسلحة الذرية، ولا تسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء عمليات تفتيش على منشأة ديمونا، فيما تقدر نشرة علماء الذرة لعام 2022 ترسانتها بحوالي 90 رأساً حربياً.
ويعود تاريخ الحفر في الموقع الجديد إلى عام 2021، حيث كانت الصور آنذاك تُظهر حفرة بطول 150 متراً وعرض 60 متراً، أما الصور الأخيرة فتكشف عن بناء مكثف متعدد الطوابق تحت الأرض وجدران خرسانية سميكة، مما يشير إلى مشروع نووي ضخم، ربما بهدف استبدال أو تحديث مفاعل ديمونا الحالي الذي بدأ العمل في الستينيات.
وقال إدوين ليمان، الخبير النووي في اتحاد العلماء المعنيين: “لا تسمح إسرائيل بأي عمليات تفتيش أو تحقق دولي مما تفعله، ما يدفع الجمهور إلى التكهن”.
فيما أضاف داريل كيمبال، المدير التنفيذي لجمعية الحد من الأسلحة: “إذا كان هذا مفاعلاً يعمل بالماء الثقيل، فإنهم يسعون للحفاظ على القدرة على إنتاج وقود مستهلك يمكن معالجته لفصل البلوتونيوم لإنتاج المزيد من الأسلحة النووية، أو لبناء رؤوس حربية إضافية”.
تعليقات 0