17 ديسمبر 2025 13:23
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

ضغوط أمريكية على باكستان لإشراك جيشها في قوة استقرار غزة

يواجه المشير عاصم منير، قائد الجيش الباكستاني، اختباراً حاسماً لموقفه وسط ضغوط متزايدة تمارسها الولايات المتحدة على حكومة إسلام آباد للمساهمة بعناصر عسكرية في قوة استقرار مقترحة لإدارة الأوضاع في قطاع غزة.

وتنظر واشنطن إلى باكستان، باعتبارها الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية وتملك جيشاً ذا خبرة قتالية واسعة، كشريك محتمل في هذه المهمة الحساسة التي تندرج ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكونة من عشرين نقطة.

تهدف الخطة إلى تشكيل قوة من دول إسلامية تشرف على مرحلة انتقالية لإعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية التي شهدت دماراً كبيراً نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عامين.

ومن المتوقع أن يلتقي المشير منير بالرئيس ترامب في واشنطن خلال الأسابيع القليلة المقبلة، في لقاء يُتوقع أن يكون الثالث بين الطرفين خلال ستة أشهر فقط، وهو ما يُظهر طبيعة العلاقة الوثيقة التي بناها القائد الباكستاني مع الإدارة الأمريكية.

وقد حظي منير بتكريم لافت حين استضافه ترامب على مأدبة غداء منفردة في البيت الأبيض شهر يونيو الماضي، وهي سابقة تاريخية في العلاقات الثنائية.

غير أن هذه العلاقة تضع القيادة الباكستانية في مأزق سياسي وعسكري عميق. فمن جهة، يخشى محللون من أن رفض الانضمام إلى مبادرة واشنطن قد يثير استياء ترامب ويؤثر على فرص باكستان في الحصول على استثمارات أمريكية ومساعدات أمنية تسعى إليها.

ومن جهة أخرى، فإن أي خطوة نحو إشراك قوات باكستانية في عملية ترتبط بنزع سلاح حركة حماس، وهو مطلب أساسي في الخطة الأمريكية، قد تُشعل ردود فعل داخلية عنيفة، فالأحزاب والقوى الإسلامية الباكستانية، المعروفة بمعاداتها الشديدة للولايات المتحدة وإسرائيل وتأييدها القوي للقضية الفلسطينية، تمتلك قدرة كبيرة على تعبئة الشارع وحشد الآلاف في احتجاجات قد تزعزع الاستقرار الداخلي.

وأكد وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار في تصريحات سابقة أن بلاده قد تنظر في إمكانية المساهمة بقوات ضمن إطار بعثة لحفظ السلام، لكنه استبعد صراحة أن تتولى هذه القوات مهمة نزع سلاح حماس، معتبراً أن هذا الأمر يقع خارج نطاق مسئولياتها المحتملة.

وتتفق العديد من الدول الإسلامية الأخرى مع التحفظ الباكستاني، وتتريث في الإعلان عن مشاركتها في القوة المقترحة خشية الانجرار إلى صراع معقد وإثارة غضب شعوبها التي تبدي تعاطفاً واسعاً مع الفلسطينيين.