14 مايو 2025 12:57
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

طرابلس تشتعل لليلة الثانية.. اشتباكات دامية تخلّف فوضى أمنية وسط تحذيرات دولية

لليلة الثانية على التوالي، تصاعدت حدة الاشتباكات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس، بين تشكيلات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية وقوات من “جهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب”، في مشهد يثير قلقًا متزايدًا محليًا ودوليًا بشأن مصير المدنيين والسلم المجتمعي في المدينة.

شهود عيان أكدوا أن أصوات الرصاص والانفجارات لم تهدأ منذ منتصف ليل الثلاثاء، وسط انتشار كثيف لعناصر جهاز الردع في عدة أحياء رئيسية، من بينها سوق الجمعة ومحيط مطار معيتيقة الدولي.

وأدى التدهور الأمني إلى تحويل مسار الرحلات الجوية من مطار معيتيقة إلى مطار مصراتة، وفقًا لما أظهرته منصات تتبع الطيران.

في موازاة ذلك، رفعت جمعية الهلال الأحمر الليبي فرع طرابلس حالة التأهب القصوى، مطالبة المواطنين بالتزام الحذر واتباع التعليمات الصادرة عن الجهات الرسمية للحفاظ على أرواحهم.

وفي تطور ميداني مقلق، أعلنت الشرطة القضائية أن محيط سجن الجُديدة شهد حالة من الفوضى والذعر نتيجة الاشتباكات، ما أسفر عن فرار عدد من السجناء، معظمهم من المحكوم عليهم بأحكام مشددة.

البعثة الأممية للدعم في ليبيا عبّرت من جانبها عن “قلق عميق” من تفاقم العنف في الأحياء السكنية المكتظة، ودعت عبر بيان نُشر على موقعها الرسمي إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار.

وأكدت أن استمرار المعارك يهدد أرواح المدنيين ويقوّض ما تبقى من استقرار هش في طرابلس، معلنة استعدادها للتدخل من أجل الوساطة وتهدئة الأوضاع ودعم جهود الحوار الوطني.

وعلى صعيد سياسي متزامن، استقبل رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، في مقر إقامته بطرابلس، وفدًا من مشائخ وأعيان المنطقة الشرقية، عقب عودته من رحلة علاجية ناجحة استمرت عدة أيام.

اللقاء الذي وصفه البيان الإعلامي الصادر عن مكتب المنفي بـ”الوطني الخالص”، عبّر خلاله أعضاء الوفد عن دعمهم لوحدة الأراضي الليبية، وحرصهم على نبذ الفرقة ولمّ الشمل تحت راية مشروع وطني موحّد.

وأكد المنفي في كلمته أن أبواب المجلس الرئاسي ستظل مفتوحة أمام كافة المكونات السياسية والاجتماعية، ضمن رؤية تهدف إلى تحقيق الوفاق الوطني واستعادة السيادة الليبية الكاملة.