21 ديسمبر 2025 13:53
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

“طلعة رجب ” بين العادة والعبادة.. الإفتاء تحسم الجدل وتكشف الحقيقة الشرعية

مع إشراقة شهر رجب، أحد الأشهر الحُرم، تتجدد حالة روحانية خاصة لدى المسلمين، ويتسابق كثيرون إلى أعمال الخير والبر، لكن في كل عام يعود الجدل حول ما يُعرف بـ«طلعة رجب»، وهي عادة يلجأ فيها بعض الناس إلى إخراج الصدقات عند المقابر أو توزيع الطعام على الفقراء في أول أيام الشهر، اعتقادًا بوجود فضل خاص لهذا التوقيت.

دار الإفتاء المصرية وضعت النقاط فوق الحروف، مؤكدة أن الصدقة عمل صالح عظيم الأجر في كل وقت وحين، لما لها من أثر في تفريج الكروب وتكفير الذنوب وإدخال السرور على قلوب المحتاجين، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن تخصيص أول شهر رجب أو المقابر لإخراج الصدقة باعتقاد فضل مخصوص، لا يستند إلى دليل شرعي صحيح.

وأوضحت الإفتاء أن ما يُطلق عليه «طلعة رجب» عادة اجتماعية متوارثة وليست عبادة مشروعة ورد بها نص من القرآن الكريم أو السنة النبوية، محذرة من ربط الصدقة بالأموات أو بالمقابر في هذا التوقيت على وجه الخصوص مع اعتقاد خصوصية الأجر، وهو ما يدخل في باب البدع الإضافية؛ أي أعمال أصلها مشروع لكن جرى تقييدها بزمان أو مكان دون دليل.

وفي السياق ذاته، أكدت دار الإفتاء أن الصدقة عن الأموات جائزة ومشروعة في أي وقت، ويصل ثوابها إليهم بإذن الله، دون اشتراط أن تكون في أول رجب أو عند زيارة المقابر، مشددة على أن الأصل في العبادات الإطلاق، ولا يجوز إلزام الناس بعادات لم تثبت شرعًا أو تصويرها على أنها سنن مؤكدة.

أما عن زيارة المقابر، فقد أوضحت الإفتاء أنها مشروعة ومندوبة لما فيها من تذكير بالآخرة والاتعاظ، بشرط الالتزام بالآداب الشرعية، وعدم الانسياق وراء ممارسات خاطئة مثل التبرك بالأماكن أو ربط الزيارة بطقوس غير ثابتة، محذرة من خطورة تحويل العادات الاجتماعية إلى عبادات يُعتقد أن تركها يُنقص الأجر أو يفوّت الخير.

ودعت دار الإفتاء المسلمين إلى اغتنام شهر رجب على الوجه الصحيح، بالإكثار من الطاعات المشروعة كالصلاة والصيام والذكر والدعاء والصدقة دون تقييد بعادات لم يرد بها نص، مؤكدة أن باب الخير مفتوح في كل وقت، وأن فضل الله لا يُقاس بتوقيت أو عادة، بل بالإخلاص وصحة العمل.