7 يونيو 2025 14:31
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

عرض روسي مشروط لوساطة نووية بين واشنطن وطهران

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

رجَّحت صحيفة “المونيتور” الأمريكية أن يكون العرض الذي قدَّمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمساعدة في التفاوض مع إيران مشروطًا بضمانات مُسبقة. جاءت المبادرة الروسية في وقت تُدرس فيه طهران الاقتراح الأمريكي الجديد للعودة إلى اتفاق نووي، وسط جمود المفاوضات وتصاعد التوتر بين الطرفين .

تفاصيل العرض الروسي وخلفيته الاستراتيجية

أشار التقرير إلى تزايد إحباط ترامب من وتيرة المفاوضات البطيئة، خاصة بعد انقضاء المهلة التي حددها في مارس الماضي للتوصل لاتفاق جديد دون تقدم ملموس. وقد عبَّر عن ذلك عبر منشور على منصته “تروث”، حيث وصف الرد الإيراني بـ”المتلكئ”.

لطالما كانت موسكو لاعبًا محوريًّا في الملف النووي الإيراني؛ فبموجب اتفاق ثنائي عام 2005، زوَّدت روسيا إيران باليورانيوم منخفض التخصيب لمحطة “بوشهر” النووية، مع إلزام طهران بإعادة الوقود المستنفد لإعادة معالجته. كما ساهمت في صياغة “خطة العمل الشاملة المشتركة” (2015)، التي تضمنت شحن الفائض من مخزون اليورانيوم الإيراني (10,000 كجم) إلى روسيا لخفضه إلى 300 كجم فقط.

وخططت روسيا لتحويل منشأة “فوردو” الإيرانية المحصنة إلى مركز أبحاث طبية، لكن المشروع توقف بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018 واستئناف إيران للتخصيب.

العقبات الحالية وانقسامات جوهرية

رغم خمس جولات مفاوضات، لا تزال الفجوات واسعة بين الطرفين بسبب تخصب إيران لليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة تفوق احتياجات الأغراض المدنية رغم إنكار طهران لأي نوايا عسكرية. بينما يُصر الاقتراح الأمريكي المؤقت على خفض التخصيب إلى مستويات منخفضة ريثما يُتفق على صيغة دائمة.

أما السبب الآخر فهو التعاون الدفاعي الإيراني-الروسي، حيث عزَّز البلدان تحالفهما في السنوات الأخيرة، خاصة عبر التدخل المشترك في سوريا، ما يمنح موسكو نفوذًا مباشرًا في طهران قد تستخدمه كورقة ضغط في الوساطة.

شروط روسيا الخفية والمكاسب المتوقعة

يشير التقرير إلى أن عرض بوتين ليس مجانيًّا، بل يهدف إلى:

كسر العزلة الدولية: عبر إظهار دور فاعل في قضية عالمية، خاصة بعد العقوبات الأمريكية الأخيرة بسبب التدخل في الانتخابات والهجمات الإلكترونية.

ضمان مصالح اقتصادية: مثل توسيع عقود توريد اليورانيوم أو تفعيل مشاريع نووية متعثرة في إيران.

استغلال التوتر الأميركي-الإيراني: لتعزيز موقفها الجيوسياسي في الشرق الأوسط، خصوصًا مع تطلع ترامب لإنجاز سريع قبل الانتخابات.

ولم تُعلن واشنطن أو طهران موقفًا رسميًّا من الوساطة الروسية، لكن مصادر دبلوماسية تُلمح إلى أن ترامب قد يقبل العرض إذا ضمنت موسكو تقديم تنازلات إيرانية ملموسة، بينما تُحذِّر أوروبا من تعقيد المفاوضات بإدخال أطراف إضافية.