فضيحة مدوية: شركة أمريكية كبرى أعدّت نموذجًا ماليًا لتهجير الفلسطينيين من غزة

في تحقيق استقصائي كشفته صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، اتضح أن شركة الاستشارات الأمريكية العملاقة “بوسطن كونسلتينج جروب” (BCG) تورطت في إعداد نموذج مالي يُقدّر تكاليف تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من قطاع غزة، ضمن مشروع حمل الاسم الرمزي “أورورا”، مدعوم أمريكيًا وإسرائيليًا، ما أثار موجة غضب دولية بشأن أخلاقيات الشركات متعددة الجنسيات.

وبحسب التقرير، فإن الشركة نفذت خلال سبعة أشهر عملًا تعاقديًا بقيمة تجاوزت 4 ملايين دولار، شمل إعداد سيناريوهات لإعادة إعمار غزة بعد الحرب، من بينها خطة “مفصلة” لتهجير أكثر من 500 ألف فلسطيني، مع تقدير تكلفة إعادة توطين الفرد الواحد بـ9 آلاف دولار، ما يعادل 5 مليارات دولار إجمالاً.

التحقيق أشار إلى أن أكثر من 10 موظفين داخل BCG شاركوا في المشروع خلال الفترة ما بين أكتوبر 2023 ومايو 2024، وشملت المناقشات مسؤولين رفيعي المستوى داخل الشركة، من بينهم رئيس ممارسات التأثير الاجتماعي ومسؤول إدارة المخاطر.

ووفقًا للتقرير، فإن الشركة تنصّلت من المشروع لاحقًا بعد تزايد الضغوط الدولية ومقتل مئات الفلسطينيين، وأعلنت طرد اثنين من الشركاء الرئيسيين الذين أداروا المشروع، مؤكدة أنهم “ضللوا كبار المسؤولين” بشأن نطاق العمل.

وأشارت إلى أن الشريك الرئيسي خالف توجيهات الشركة وواصل التعاون في المشروع المتعلق بإعادة الإعمار في غزة، رغم رفض الإدارة العليا له بشكل قاطع.

وبحسب مصادر مطلعة نقلت عنها الصحيفة، فإن المشروع كان مدعومًا من قبل البيت الأبيض، وشاركت فيه مؤسسة تُدعى “غزة الإنسانية” إلى جانب شركة أمنية ذات صلة، في وقت أدان فيه المجتمع الدولي أي محاولة لتغيير ديموغرافية غزة قسرًا أو استخدام الحرب كغطاء للتهجير الجماعي.

واعتبرت جهات حقوقية أن هذه الخطط تشكل “تواطؤًا صريحًا في التطهير العرقي”، مطالبين بإجراء تحقيق دولي بشأن تورط الشركات الخاصة في مشاريع غير إنسانية في مناطق النزاعات.