فيتو أمريكي يُجهض آمال وقف النار في قطاع غزة

أسقطت الولايات المتحدة الأمريكية مشروع قرار دولي كان يهدف إلى وقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة، باستخدامها حق النقض “الفيتو”، وسط إدانات دولية ومناشدات بضرورة إنهاء الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.

وكان مجلس الأمن الدولي قد بدأ مناقشاته بشأن مشروع قرار لوقف إطلاق النار، في محاولة جديدة لوقف نزيف الدم المستمر منذ أشهر، غير أن الفيتو الأمريكي أعاد الأزمة إلى مربعها الأول، وأحبط آمال ملايين المدنيين في تهدئة قريبة.

وبررت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الموقف الأمريكي بقولها: “إذا استسلمت حماس، ستنتهي الحرب في غزة”، متهمة الحركة بأنها هي من بدأت النزاع، وتهدد أمن إسرائيل.

وأضافت بصيغة بدت أقرب إلى تبرئة الاحتلال من الجرائم اليومية: “لا أحد يريد رؤية هذه المآسي في غزة، لكن الفلسطينيين يحتاجون للعيش بلا إرهاب”، في إشارة إلى أن استمرار القتال سببه، بحسب تعبيرها، تهديدات حماس.

وأكدت أن واشنطن عملت بالتنسيق مع مصر وقطر لوضع حد للحرب، داعية الأمم المتحدة إلى المضي في جهود التهدئة، لكنها لم تفسر كيف يتسق ذلك مع إسقاطها لمشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار.

في المقابل، جاء صوت مندوب سلوفينيا في المجلس أكثر وضوحًا، مطالبًا برفع القيود فورًا عن دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ومشدّدًا على ضرورة وقف الحرب دون شروط، في موقف يعكس اتساع الفجوة بين مواقف الحلفاء التقليديين في المجلس.

ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه الجهود الدبلوماسية لتثبيت التهدئة نوعًا من الجمود السياسي، على وقع استمرار الغارات الإسرائيلية وتصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية شاملة في غزة، لا سيما مع اتساع نطاق النزوح وانهيار الخدمات الأساسية داخل القطاع.