«قرصنة المحتوى تهدد الصناعة والإعلام».. تفاصيل ضبط شبكة «ستريم إيست» بمصر

قال أيمن صالح مساعد رئيس تحرير CNN الاقتصادية إن شبكة ستريم إيست التي تم ضبطها في مصر ليست حالة فردية بل جزء من شبكة منظمة واسعة الانتشار تضم 28 ذراعا لها خارج مصر إلى جانب ما تم ضبطه محليا في القاهرة، وأكد أن القضية ليست مجرد عملية قرصنة عابرة بل تمثل تهديدا مباشرا لصناعة المحتوى الإعلامي في المنطقة، مشيرا إلى أن مصر لها تاريخ طويل في مكافحة هذه الظاهرة يعود إلى عام 1954 عندما كانت من أوائل الدول في المنطقة التي أنشأت إدارة لحماية المصنفات الفنية وحقوق الملكية الفكرية.

وأضاف أن التحقيقات في قضية ستريم إيست كشفت عن وجود مبالغ مالية داخل أماكن الضبط في القاهرة، بالإضافة إلى العثور على حسابات بنكية مشبوهة لها صلة مباشرة بالقضية، وهو ما يؤكد أن الشبكة تعمل بطريقة منظمة تهدف إلى ترويج محتوى رقمي مدفوع بدون وجه حق من خلال منصات بث غير قانونية.

وأوضح أيمن صالح في حواره على قناة صدى البلد أن التطور التكنولوجي لعب دورا كبيرا في تسهيل انتشار مثل هذه الشبكات، حيث بات من السهل على الأفراد الحصول على أجهزة ريسيفر متصلة بالإنترنت أو الاشتراك في خدمات IPTV تتيح لهم مشاهدة منصات مشفرة بمقابل زهيد أو بالمجان، وأضاف أن هذه الأجهزة متوفرة في محال بيع الإلكترونيات وقطع الغيار ويتم برمجتها لعدة سنوات مقابل مبالغ تبدأ من 250 إلى 300 جنيه وتصل إلى 700 جنيه سنويا في بعض المناطق.

وأشار إلى أن استمرار هذا النوع من القرصنة يؤثر بشكل كبير على منظومة إنتاج المحتوى، إذ إن مؤسسات الإنتاج الإعلامي والسينمائي والرياضي تستثمر مبالغ طائلة لتقديم أعمال حصرية وعالية الجودة، ولكن تسريب هذا المحتوى على منصات غير شرعية يؤدي إلى خسائر ضخمة للمستثمرين ويقلل من فرص ضخ الأموال في مشاريع جديدة.

وأكد أن ضبط شبكة ستريم إيست يمثل خطوة مهمة في طريق التصدي لهذه الظاهرة، لكنه شدد على ضرورة تبني خطة شاملة لمواجهتها تشمل إجراءات أمنية وقانونية حاسمة إلى جانب حملات توعية للمواطنين بخطورة دعم المحتوى المقرصن، وختم حديثه بالتأكيد على أن هناك شبكة منظمة تقف خلف هذه الجرائم وتتطلب إجراءات رادعة وتعاون مؤسسي على أعلى مستوى لحماية صناعة تعتمد على احترام حقوق الملكية الفكرية.