قطار «لا دولتشي فيتا» يعيد أسطورة الشرق السريع إلى الحياة

بعد أكثر من قرن على انطلاق أسطورة قطار الشرق السريع الذي غيّر مفهوم السفر الفاخر في أوروبا، تعود التجربة من جديد إلى الحياة في ثوب إيطالي مبهر، عبر قطار “لا دولتشي فيتا”، الذي يجسد معنى الأناقة والحنين إلى العصر الذهبي للسفر.

المراسلة أنطونيا مورتنسن من شبكة CNN كانت من بين أوائل من خاضوا هذه المغامرة المترفة، حيث استقلت القطار في رحلة امتدت 24 ساعة كاملة إلى قلب توسكانا، لتعيش تجربة توصف بأنها “فيلم من الجمال الكلاسيكي على قضبان من الفخامة”.

الرحلة تكلف نحو 3500 دولار للمقصورة الواحدة، ويضم القطار 30 جناحًا ومقصورة فاخرة، لكل منها حمام خاص، إلى جانب عربة طعام راقية وصالة استقبال وبار ومنطقة استرخاء.

المدهش أن هذا القطار لم يُبن حديثًا، بل هو قطار إيطالي قديم من سبعينيات القرن الماضي، تم تفكيكه وإعادة تشييده بالكامل مع الحفاظ على طرازه الكلاسيكي، ليستحضر أجواء ستينيات إيطاليا وعصر “لا دولتشي فيتا” المليء بالبريق والرقي.

تقول رافاييلا ماتيولي، قائدة فريق القطار:”مهمتنا أن نجعل كل راكب يشعر بأنه في منزله. نحن هنا لنرتّب الغرف، ونرسل التذكيرات بالمواعيد، ونحضّر الإفطار والمشروبات في أي وقت”.

أما باولو بارليتا، الرئيس التنفيذي لمجموعة أرسنالي، الشريك الرسمي لمشروع Orient Express التاريخي، فأعلن انطلاق القطار في أبريل الماضي، مؤكدًا أن هذه الرحلة ليست مجرد وسيلة نقل، بل “تجربة تبقى في الذاكرة مدى الحياة”.

وقال بارليتا: “أنفقنا حتى الآن أكثر من 230 مليون دولار لإعادة تأهيل وتشغيل ستة قطارات فاخرة، وسينطلق آخرها بحلول عام 2027. الهدف هو إحياء روح السفر البطيء والأنيق في زمن السرعة”.

ولم تغفل التجربة الجانب الثقافي، إذ صُممت قائمة الطعام لتضم مكونات من المناطق التي يمر بها القطار، ما يمنح الركاب نكهة من التراث الإيطالي في كل محطة.

تُشغّل الشركة حاليًا ثمانية خطوط مختلفة داخل إيطاليا، وتوفر أيضًا جولات ميدانية في المدن التي يتوقف عندها القطار، ما يجعل الرحلة مغامرة شاملة بين الرفاهية والثقافة.

لكن الحلم لا يتوقف في أوروبا، إذ تخطط الشركة لتوسيع مفهوم القطار الفاخر إلى المملكة العربية السعودية في العام المقبل، تليها مصر والإمارات وأوزبكستان، في مشروع عالمي يعيد تعريف السفر الفاخر بروح شرقية أصيلة.