قلق متزايد من تصاعد الخطاب المعادي لليهود في أوكرانيا
عقب فضيحة فساد كبرى تهز كييف

تتصاعد المخاوف داخل الأوساط الأكاديمية والحقوقية في أوكرانيا من تنامي موجات معاداة السامية، عقب تفجّر فضيحة فساد كبرى مرتبطة بأموال دعم أمريكية خُصصت لترميم البنية التحتية للطاقة، في ظل استمرار الحرب الروسية واستمرار الضغوط على قطاع الكهرباء.
وبحسب تقارير إعلامية دولية ومحلية، فقد طالت التحقيقات شخصيات سياسية وإدارية بارزة، مع الإشارة إلى مسؤولين في الحكومة الأوكرانية، بينهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي ورئيس مكتبه أندريه يرماك، إلى جانب رجلي الأعمال تيمور مينديتش وميخائيل زيكرمان اللذين أوردت التقارير اسميهما في سياق القضية.
وتؤكد جهات قضائية أن التحقيقات ما تزال جارية، وأن الاتهامات تستند إلى شبهات تتعلق باختلاس ما يقارب 100 مليون دولار من أموال الدعم الأمريكي المخصّصة لقطاع الطاقة،دون صدور أحكام نهائية حتى الآن.
وتأتي الفضيحة في وقت يعاني فيه ملايين الأوكرانيين من انقطاعات كهربائية حادة نتيجة الهجمات الروسية المستمرة على البنية التحتية، ما زاد من حدة الغضب الشعبي تجاه المسؤولين، وعزّز حالة الاحتقان الاجتماعي والسياسي.
وحذّر خبراء اجتماعيون من أن التركيز الإعلامي على الخلفيات الدينية لبعض المشتبه بهم قد يؤدي إلى تأجيج خطاب الكراهية ضد اليهود في بلد ذي تاريخ شديد الحساسية تجاه هذه القضية.
وأكدوا أن توجيه الغضب الشعبي نحو مجموعة دينية بأكملها بدلاً من ملاحقة المسؤولية الفردية “يمثل منزلقًا خطيرًا” قد يفاقم الانقسامات الداخلية.
وفي المقابل، شددت منظمات حقوقية محلية ودولية على ضرورة التعامل مع القضية في إطارها القانوني البحت، مع ضمان الشفافية والمحاسبة بعيدًا عن الخطاب التحريضي، حفاظًا على السلم الاجتماعي واحترام حقوق الأقليات.
وتأتي هذه التطورات في ظل ازدياد الضغوط الدولية على كييف لضبط الإنفاق العام ورفع مستوى الرقابة على المساعدات الغربية، خصوصًا تلك المرتبطة بقطاعات استراتيجية تمسّ حياة المواطنين بشكل مباشر.


تعليقات 0