30 يوليو 2025 02:46
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

كارثة إنسانية في غزة.. مدير مجمع الشفاء يحذر من تصاعد وفيات المجاعة ويصف الوضع بـ«الأشد إيلاما» منذ 22 شهرًا

حذر الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، من أن أعداد الوفيات الناجمة عن التجويع الممنهج وسوء التغذية في القطاع تتزايد بشكل يومي، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول الغذاء والدواء، واصفًا الوضع الإنساني في غزة بأنه “حرج وخطير للغاية”، بل الأشد إيلامًا منذ ما يقرب من عامين.

وأوضح أبو سلمية، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، أن المجمع الطبي يعاني من تجاوز السعة السريرية بأكثر من 250%، فيما تقترب مواد التخدير من النفاد خلال أيام، في ظل الانهيار الشامل للمنظومة الصحية. وبيّن أن المجاعة وسوء التغذية تسببا في وفاة نحو 147 شخصًا، بينهم 88 طفلًا، مضيفًا أن الأعداد مرشحة للزيادة مع اشتداد الأزمة، مشيرًا إلى أن أكثر من 17 ألف طفل دخلوا مرحلة سوء التغذية الحاد.

وأكد أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا وعرضة للأمراض، موضحًا أن مستشفيات الأطفال مكتظة بالمرضى، ولا تتوفر لديهم حتى الحليب أو الأغذية الأساسية، ما يجعل بقاء الأطفال الخدج على قيد الحياة أمرًا في غاية الصعوبة. وأوضح أن الأهالي باتوا يلجؤون لاستخدام الأعشاب لإطعام أطفالهم، محذرًا من أن استمرار إغلاق المعابر سيؤدي إلى “مقتلة” جماعية.

وذكر أبو سلمية أن نسبة سوء التغذية الحاد بين المرضى في مجمع الشفاء وصلت إلى 12%، فيما يعاني 25% من المرضى من سوء تغذية بدرجات متفاوتة. وأشار إلى أن 90% من الحالات الوافدة إلى المستشفى لا تتلقى غذاءً منتظمًا يوميًا، فيما تستقبل المستشفى يوميًا ما لا يقل عن 10 حالات تعاني من الإغماء والإنهاك الشديد وضعف التركيز بسبب الجوع.

كما أشار إلى أن المرضى المصابين بجروح خطيرة يواجهون تحديات كبيرة بعد إنقاذ حياتهم، بسبب غياب العلاج والغذاء اللازمين للتعافي، موضحًا أن الطعام الذي يحتاجه هؤلاء يتضمن بروتينات عالية الجودة، ومواد علاجية ترفض سلطات الاحتلال إدخالها إلى غزة.

وأكد أن الحل العاجل يتمثل في الإجلاء الطبي للحالات الحرجة، لا سيما أولئك الذين يعانون من إصابات في الدماغ أو العمود الفقري، أو المصابين الذين يحتاجون إلى عمليات معقدة وتقنيات غير متوفرة داخل القطاع.

وشدد على ضرورة توفير الحليب العلاجي للرضع، والمكملات الغذائية عالية الطاقة والبروتين، ومحاليل الجلوكوز المركّزة، والمضادات الحيوية الوريدية، وغيرها من الأغذية والمستلزمات الضرورية، متهما الاحتلال باستخدام التجويع كسلاح حرب، وإغلاق المعابر بشكل ممنهج لمنع دخول المساعدات.

وقال إن سكان القطاع يواجهون كارثة صحية وإنسانية، مع استمرار منع دخول حليب الأطفال منذ أكثر من 150 يومًا، موضحًا أن غزة بحاجة إلى 600 شاحنة يوميًا من المساعدات، من بينها 250 ألف علبة حليب شهريًا لتأمين الحد الأدنى من احتياجات الرضع.

وفي ختام حديثه، وجّه أبو سلمية نداءً عاجلًا إلى المؤسسات الإنسانية والدولية والأممية، لحثها على التدخل السريع لتوفير المكملات الغذائية والأدوية، وتلبية الحاجات الأساسية للمواطنين، مثل الدقيق والأرز والخضروات وحليب الأطفال، للحد من تفاقم سوء التغذية وآثاره الكارثية على الصحة العامة، وخصوصًا لدى الأطفال.