ماكرون يطالب بعودة الفرنسيين المحتجزين على متن “مادلين”
بعد اعتراضها من قبل إسرائيل قبالة سواحل غزة

طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعودة المواطنين الفرنسيين الستة الذين كانوا على متن سفينة المساعدات الإنسانية “مادلين”، والتي اعترضتها البحرية الإسرائيلية أثناء محاولتها كسر الحصار عن قطاع غزة. ووقعت عملية الاعتراض في المياه الدولية قبالة سواحل القطاع، في ساعة مبكرة من فجر الاثنين، وسط تصاعد الغضب الدولي من استمرار الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عامًا.
السفينة الشراعية “مادلين”، التي يبلغ طولها 59 قدمًا، انطلقت من صقلية في وقت سابق من هذا الشهر محمّلة بمساعدات إنسانية طارئة، تشمل أغذية وأدوية وإمدادات طبية، ضمن مهمة قادها ائتلاف أسطول الحرية. وقد ضمت على متنها مجموعة من الناشطين الدوليين، أبرزهم الناشطة البيئية السويدية جريتا ثونبرج، والنائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن، إلى جانب متضامنين من ألمانيا وإسبانيا وهولندا وتركيا والبرازيل.
وبحسب بيان صادر عن قصر الإليزيه، فإن ماكرون شدد على ضرورة “السماح الفوري” للمواطنين الفرنسيين بالعودة إلى بلادهم، داعيًا إلى احترام حقوقهم وتأمين التواصل القنصلي معهم. كما أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن القنصلية الفرنسية طلبت زيارة المحتجزين فور وصولهم إلى ميناء أسدود الإسرائيلي، للتأكد من سلامتهم وتسريع إجراءات إعادتهم.
وقال جان نويل بارو، وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، إن السفينة تم اعتراضها بطريقة مثيرة للقلق في المياه الدولية، مشيرًا إلى أن الحكومة الفرنسية كانت قد تواصلت مسبقًا مع ركاب السفينة وحذّرت من مخاطر التحرك، لكنها في الوقت ذاته تبذل الآن جهودًا كاملة لحماية مواطنيها والدفاع عن حقوقهم.
في المقابل، أوضحت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان مقتضب أن جميع الركاب سيتم ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية، لكن دون تحديد موعد واضح لعودتهم، وهو ما أثار حالة من الغموض بشأن وضع المحتجزين.
من جانبها، أكد ائتلاف أسطول الحرية أن القوات الإسرائيلية صعدت إلى السفينة “مادلين” بعد الساعة الثالثة فجرًا، وقامت باحتجاز كل من كان على متنها في خرق واضح للقانون الدولي، لا سيما أن العملية جرت في المياه الدولية.
وتُعد هذه الحادثة تصعيدًا جديدًا في ملف السفن المتجهة إلى غزة، وتعيد إلى الأذهان حملات بحرية سابقة كسرت الصمت العالمي حيال حصار غزة، وأثارت أزمات دبلوماسية دولية، بينما تتزايد المطالبات الحقوقية بفتح ممرات إنسانية دائمة وآمنة لسكان القطاع المنهكين.
تعليقات 0