“مثلث الموت” يلتهم مرضى السرطان بغزة.. صرخة استغاثة طبية مع بدء طرد منظمات الإغاثة الدولية

في وقتٍ يلفظ فيه القطاع الصحي أنفاسه الأخيرة، أطلقت وزارة الصحة في غزة تحذيراً هو الأخطر من نوعه، واصفةً ما يتعرض له مرضى السرطان بـ “حكم الإعدام البطيء”.
وفيما يواجه المرضى صراعاً مع الزمن للبقاء على قيد الحياة، بدأت الحكومة الإسرائيلية إجراءات تصعيدية لإلغاء تراخيص منظمات إغاثية دولية، مما ينذر بانهيار تام لما تبقى من منظومة العمل الإنساني.
كشف المدير الطبي لمركز غزة للسرطان، د. محمد أبو ندى، عن تفاصيل المأساة التي يعيشها آلاف المرضى، مؤكداً أن حياتهم باتت رهينة لـ “مثلث موت” اكتملت أضلاعه بـ:
العجز الدوائي الحاد: فقدان كامل لأدوية الأورام الكيماوية والأساسية.
الشلل التشخيصي: غياب كافة الوسائل الضرورية لمتابعة تطور الحالات.
حصار المعابر: إغلاق الشريان الوحيد لخروج الحالات الحرجة لتلقي العلاج في الخارج.
وتأتي هذه التحذيرات مدعومة بإحصائيات مرعبة لمنظمة الصحة العالمية؛ حيث أكد مديرها العام، تيدروس غيبرييسوس، أن 1092 مريضاً فارقوا الحياة وهم ينتظرون “الإجلاء الطبي” بين يوليو 2024 ونوفمبر 2025، وسط توقعات بأن الأرقام الفعلية تتجاوز هذا المعلن بكثير، مما يجعل كل دقيقة تأخير بمثابة رصاصة في صدور هؤلاء المرضى.
وعلى الصعيد الميداني، أفادت تقارير إعلامية (يديعوت أحرونوت) ببدء إسرائيل إلغاء تراخيص منظمات دولية، وهو ما يهدد بإغلاق أكثر من 200 منظمة بحلول نهاية ديسمبر الجاري. هذه التعقيدات “البيروقراطية” المتعمدة أدت إلى:
تكدس مساعدات بملايين الدولارات خلف الحدود (مواد طبية، غذائية، وإيوائية).
شلل في توزيع الإمدادات رغم وجود وقف إطلاق نار “هش” بدأ في أكتوبر الماضي.
شددت وزارة الصحة على أن الحل الوحيد والفعلي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه هو “تأمين خروج فوري وجماعي” لمرضى السرطان عبر ممرات آمنة، داعية المجتمع الدولي لكسر صمته والتدخل قبل أن تتحول مراكز العلاج إلى غرف للوداع الأخير.


تعليقات 0