17 نوفمبر 2025 20:05
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

مدارس بلا أسقف وطفولة معلقة.. غزة تكافح لإعادة التعليم

وسط الركام ونقص الإمدادات

ترصد وكالة “أسوشيتيد برس” واقع التعليم القاسي في غزة المنكوبة، حيث تحوّلت معظم المدارس إلى ركام أو ملاجئ للنازحين، ووجد مئات الآلاف من الأطفال أنفسهم محرومين من العودة إلى مقاعد الدراسة للعام الثاني على التوالي.

المقال يسلط الضوء على قصة يسان يونس، وهي تقف أمام مجموعة خيام أُقيمت وسط الحطام وكانت ذات يوم مدرسة مؤقتة، قبل أن يلتهمها الدمار. تقول يونس بأسى: “معظم المدارس مدمرة، كل مدرسة أذهب إليها تقول إنه لا يوجد مكان”.

وخلال العامين الماضيين، حُرم أكثر من 600 ألف طفل من التعليم، بعدما تحولت أيامهم إلى رحلة بحث عن مأوى وغذاء وماء بدل الدروس والكتب.

مع استمرار وقف إطلاق النار الهش منذ الشهر الماضي، تبذل المنظمات الإنسانية جهودًا كبيرة لإعادة فتح بعض المدارس المؤقتة.

ويلفت جون كريكس، المتحدث باسم اليونيسف، إلى أن إعادة الأطفال إلى التعليم ضرورة نفسية قبل أن تكون أكاديمية، قائلًا:

“إذا لم نعيدهم للدراسة قريبًا، ستكون العواقب وخيمة على جيل كامل “.

ورغم ذلك، تمكن 100 ألف طفل فقط من العودة إلى خيام مدرسية، من أصل أكثر من 630 ألفًا فاتتهم الدراسة.

أعلنت الأونروا نيتها إعادة التعاقد مع مئات المعلمين لخدمة نحو 40 ألف طالب، لكن المشكلة الأعقد أن مدارس الوكالة نفسها تحولت إلى ملاجئ مكتظة بنحو 75 ألف نازح.

كما أن عشرات المدارس دمرت بالكامل أو تضررت بشدة، ما يجعل توفير أماكن للدراسة تحديًا يكاد يكون مستحيلًا.

في خان يونس، نُصبَت خيام تعليمية وسط مبانٍ مدمرة، لكن العثور على مواقع مناسبة لإقامتها لم يكن سهلًا، إضافة إلى صعوبات إدخال أبسط المستلزمات: الخرسانة، الأقلام، الممحاة… كلها تعتبرها إسرائيل “غير ضرورية”، ومنذ أكتوبر 2023 لم تسمح بدخولها إلى غزة.

حتى الأطفال الذين عادوا للدراسة لا يحملون حقائب، بل صدمات عميقة.

وتؤكد جولييت توما من الأونروا: “ما مرّ به الأطفال مروّع”.

عملية إعمار غزة لم تبدأ بعد، ويقدّر خبراء الأمم المتحدة أنها قد تستغرق سنوات وتحتاج نحو 70 مليار دولار.

في إحدى المدارس المدمرة، تعيش تحرير العويني مع أطفالها الأربعة داخل فصل دراسي، بعدما فقدت كل بديل للسكن. تقول:

“أعيش في فصل كان من المفترض أن يضم معلمًا وطلابًا… حاولت العثور على كرسي ومكتب لابنتي، لكن رُفض طلبي”.