مصر تطلق أول برنامج وبائي ميداني بالشرق الأوسط يرى النور بدعم دولي

اتخذت مصر خطوة استباقية جريئة بإطلاق أول برنامج تدريبي ميداني في علم الأوبئة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يركز بشكل خاص على مكافحة نواقل الأمراض، وذلك بدعم فني ومالي من منظمة الصحة العالمية وصندوق مكافحة الأوبئة.
يمثل هذا البرنامج بارقة أمل في التصدي لموجات متوقعة من الأمراض المنقولة عبر الحشرات والبعوض، التي باتت تشكل تهديدًا حقيقيًا للصحة العامة في ظل التغيرات المناخية والتوسع العمراني.
ويُراهن على البرنامج في إحداث نقلة نوعية في جاهزية مصر لرصد الأوبئة مبكرًا، واحتوائها قبل أن تتحول إلى كوارث صحية.
وتُعد التجربة الأولى من نوعها في المنطقة، حيث شارك في التدريب 32 مختصًا، أغلبهم مهندسون زراعيون من قطاعات الصحة البشرية والبيطرية، ضمن منظومة متكاملة تُطبق نهج “الصحة الواحدة” الذي يربط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة في مسار واحد لمكافحة تفشي الأمراض.
البرنامج الذي يمتد على مدار ستة أشهر، يجمع بين التدريب النظري والتطبيقي، حيث يُخصص 80% من وقته للعمل الميداني في المحافظات، و20% فقط للدراسة النظرية داخل الفصول.
ويخضع المتدربون لثلاث ورش عمل مكثفة، يعقب كل منها مهام ميدانية مباشرة في بؤر ذات طابع وبائي، لاختبار قدراتهم في أرض الواقع.
يعتمد البرنامج على نموذج “التدريب الوبائي الميداني” (FETP) الذي تأسس في مصر عام 1993، وساهم في تخريج 385 متخصصًا في علم الأوبئة حتى الآن، ويُنفذ على ثلاث مراحل: الأساسية، المتوسطة، والمتقدمة.
وتواصل منظمة الصحة العالمية دعمها للبرنامج، من خلال تحديث المواد العلمية، وتقديم الإشراف الفني على التقارير والمخطوطات، وتوفير الدعم اللوجستي لتنفيذ الأنشطة والورش.
ويُتوقع أن يثمر البرنامج عن جيل جديد من الكوادر الصحية قادر على مواجهة التفشي المفاجئ للأمراض، والاستجابة الفورية في حالات الطوارئ الصحية.
إنه استثمار استراتيجي في وقت حساس، يعزز جاهزية مصر ويرفع كفاءة نظامها الصحي في مواجهة مخاطر قادمة، بأسلحة علمية مدربة ومؤهلة لخوض معركة الوقاية والكشف والاستجابة.
تعليقات 0