3 سبتمبر 2025 00:35
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

مصر والنيجر.. شراكة استراتيجية تعزز آفاق التعاون المشترك

في إطار الحراك الدبلوماسي المتواصل الذي تشهده العلاقات المصرية الأفريقية، وحرص القاهرة على توطيد جسور التعاون مع دول القارة، التقى السفير سيد الصلاحي، سفير جمهورية مصر العربية لدى النيجر، بكل من الفريق أول عبد الرحمن تياني رئيس الجمهورية النيجري، والسيد بكاري سنجاري وزير الخارجية، والفريق أول ساليفو مودي وزير الدفاع. جاءت هذه اللقاءات لتؤكد عمق الروابط التاريخية التي تجمع البلدين، ولتفتح المجال أمام مسارات جديدة من التعاون الثنائي، تعكس الإرادة السياسية المشتركة وتطلعات الشعبين الشقيقين.

وخلال اللقاءات، شدد السفير الصلاحي على أن مصر تولي أهمية خاصة لتعزيز التعاون مع النيجر في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، مشيرًا إلى أن العلاقات بين القاهرة ونيامي لا تقتصر فقط على البعد السياسي والدبلوماسي، بل تمتد إلى التعاون في مجالات حيوية ترتبط ارتباطًا مباشرًا بحياة المواطن النيجري، مثل الطاقة والبنية التحتية والزراعة والإنتاج الحيواني والصناعات الدوائية. وأكد أن هذه القطاعات تأتي في مقدمة أولويات مصر لدعم جهود التنمية في النيجر، باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.

كما أبرز السفير المصري أن القاهرة حريصة على نقل خبراتها إلى نيامي في مجال بناء القدرات وتدريب الكوادر، مشيرًا إلى أن مؤسسات التعليم والبحث العلمي المصرية تفتح أبوابها دائمًا أمام الطلاب النيجريين، وهو ما يسهم في تأهيل جيل قادر على الإسهام الفاعل في مسيرة التنمية. وأوضح أن مصر تؤمن بأهمية التعاون الأفريقي–الأفريقي باعتباره السبيل الأمثل لتجاوز التحديات المشتركة وتعزيز فرص التكامل الاقتصادي بين دول القارة.

وفي الشق الأمني والعسكري، أكد السفير الصلاحي أن مصر تدرك حجم التحديات الأمنية التي تواجهها منطقة الساحل الأفريقي، وفي القلب منها النيجر، وخاصة ما يتعلق بظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب العابر للحدود. وأشار إلى أن القاهرة مستعدة لتعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي، وتبادل الخبرات والتجارب مع نيامي من أجل دعم قدرات الجيش والشرطة النيجريين، بما يضمن مواجهة فعالة لتلك التحديات، ويسهم في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة.

كما لفت السفير إلى أن التعاون المصري النيجري يشهد زخمًا متزايدًا منذ زيارة وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج سامح شكري إلى نيامي في يوليو الماضي، والتي اصطحب خلالها وفدًا كبيرًا من رجال الأعمال والمستثمرين المصريين. وأكد أن تلك الزيارة شكلت نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، إذ فتحت الباب أمام شراكات اقتصادية واستثمارية واعدة في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية والمشروعات الزراعية المشتركة، بما يحقق مصالح الشعبين ويعزز من فرص النمو الاقتصادي في كلا البلدين.

من جانبه، أعرب الرئيس النيجري الفريق أول عبد الرحمن تياني عن تقديره العميق للعلاقات الراسخة مع مصر، مشيرًا إلى أن القاهرة كانت ولا تزال شريكًا أساسيًا للنيجر في مختلف المجالات. وأشاد تياني بالجهود التي تبذلها مصر لدعم مسيرة التنمية في بلاده، لاسيما في المجالات التنموية والأمنية والثقافية، مؤكدًا أن تلك الجهود تعكس روح الأخوة والتضامن بين الشعبين.

وأضاف الرئيس النيجري أن ما شهدته العلاقات الثنائية خلال الفترة الأخيرة من زيارات متبادلة على أعلى المستويات يعكس إرادة سياسية واضحة لتعميق التعاون المشترك. وأوضح أنه يتطلع إلى استمرار التنسيق مع القاهرة على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف، خاصة في القضايا الأفريقية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة ويخدم مصالح الشعبين الشقيقين.

كما أبدى الرئيس النيجري تطلعه إلى أن تسهم الاستثمارات المصرية في دفع عجلة الاقتصاد النيجري، مشيرًا إلى أن بلاده تمتلك فرصًا واسعة في مجالات الزراعة والطاقة والتعدين، وأن التعاون مع القاهرة في هذه المجالات سيعود بالنفع على الجانبين، ويعزز من مسيرة التنمية الأفريقية بشكل عام.

وفي ختام اللقاءات، أكد السفير سيد الصلاحي أن مصر ستظل حريصة على تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع النيجر، انطلاقًا من إيمانها العميق بأهمية دعم دول القارة الأفريقية، والعمل المشترك لمواجهة التحديات، وتحويلها إلى فرص حقيقية للتنمية والتقدم.