مصر وبريطانيا تبحثان التحضيرات لمؤتمر إعادة إعمار غزة في نوفمبر المقبل

شهد اليوم الخميس اتصالًا هاتفيًا بين الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، وإيفيت كوبر، وزيرة خارجية المملكة المتحدة، تناول آخر التطورات المرتبطة بالقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين القاهرة ولندن في مختلف المجالات.

وأوضح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزيرين تطرقا خلال الاتصال إلى نتائج قمة شرم الشيخ للسلام التي شهدت توقيع اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن وزيرة الخارجية البريطانية أعربت عن تقدير بلادها للدور المحوري الذي قامت به مصر في التوصل إلى هذا الاتفاق التاريخي.

وأكدت كوبر اعتزاز رئيس الوزراء البريطاني بالمشاركة في أعمال القمة، وثمّن تقدير بلاده للقيادة السياسية المصرية ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي كان لدوره الحاسم الفضل الأكبر في إنجاح القمة وإطلاق مسار جديد لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وتناول الجانبان خلال الاتصال أهمية التنفيذ الكامل للمرحلة الأولى من اتفاق إنهاء الحرب في غزة، حيث شدد الدكتور بدر عبد العاطي على ضرورة التزام طرفي النزاع بجميع تعهداتهما الواردة في الاتفاق، مؤكدًا على أهمية الشروع في المرحلة الثانية وفق ما نصت عليه خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بما يضمن التنفيذ الدقيق والأمين للاتفاق بكافة بنوده. كما شدد وزير الخارجية على ضرورة ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بكميات كافية تتناسب مع حجم الاحتياجات العاجلة لسكان القطاع، باعتبارها أولوية إنسانية قصوى.

وفيما يخص قوة دعم الاستقرار المنصوص عليها في خطة السلام، أكد عبد العاطي على أهمية صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يحدد ولاية وصلاحيات هذه القوة، وبما يتم بالتنسيق الكامل مع الجانب الفلسطيني، مشددًا على الدور المنتظر من المملكة المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لدعم هذا المسار الحيوي الذي يهدف إلى ترسيخ الاستقرار في قطاع غزة وضمان تنفيذ الاتفاق بصورة فعالة ومستدامة.

كما تطرق الحديث إلى المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار الذي تستعد مصر لاستضافته في شهر نوفمبر المقبل بالتعاون مع شركائها الدوليين، حيث بحث الوزيران المشاركة البريطانية المنتظرة في المؤتمر، وأعرب عبد العاطي عن تطلع مصر لمشاركة فاعلة من المملكة المتحدة باعتبارها من الدول الرئيسية الراعية والداعمة لهذه الجهود التي تهدف إلى إعادة إعمار القطاع وتعزيز التنمية فيه.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية، ناقش الوزيران آفاق تطوير العلاقات بين البلدين وسبل الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الكاملة، مؤكدين أهمية استمرار التنسيق في الملفات ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى الترتيبات الجارية لتبادل الزيارات رفيعة المستوى خلال الفترة المقبلة.

كما تم بحث إمكانية عقد مؤتمر مصري – بريطاني رفيع المستوى للاستثمار لزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، بما يخدم المصالح المشتركة ويسهم في تعزيز العلاقات التاريخية بين القاهرة ولندن.