مفوض حقوق الإنسان الأممي يحذر من أزمات غير مسبوقة في غزة والسودان وأوكرانيا والكونغو

حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، من استمرار المعاناة والخسائر في غزة، حيث تتواصل الهجمات الإسرائيلية على المدنيين والمباني السكنية وخيام النازحين، مشيرًا إلى أن معظم العنف يتركز قرب ما يُسمى بـ”الخط الأصفر”، مما أدى إلى موجات نزوح جديدة وأضرار كبيرة.

وأوضح تورك، بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أن عدد الضحايا الفلسطينيين منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار الهش في أكتوبر وصل إلى 360 قتيلاً و922 مصاباً، مشددًا على أن الصدمة النفسية التي يعاني منها سكان القطاع، خاصة الأطفال، تمثل أخطر أزمة صحية نفسية يمكن تصورها.

كما أعرب المفوض الأممي عن قلقه البالغ إزاء الهجمات غير المسبوقة التي تشنها القوات الإسرائيلية والمستوطنون على الفلسطينيين وأراضيهم في الضفة الغربية، داعيًا إلى تكثيف الجهود الدولية للضغط على الأطراف المعنية بدلاً من القبول بالوضع الراهن.

وفي السياق ذاته، حذر تورك من احتمال وقوع جرائم حرب وجرائم محتملة ضد الإنسانية في السودان، حيث تستمر الحرب بشكل عنيف، موضحًا وقوع اغتصابات جماعية وعمليات إعدام ميدانية، دون أي مؤشرات على انحسار العنف.

كما أبدى قلقه البالغ إزاء الوضع في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مع نزوح آلاف المدنيين من مدينة أوفيرا جنوب كيفو نتيجة الاشتباكات بين مقاتلي حركة 23 مارس المتمردة والقوات المسلحة الكونغولية المدعومة من ميليشيات محلية، محذرًا من تصاعد التوتر الإقليمي بعد اتفاق واشنطن للسلام الموقع بين الكونغو ورواندا في يونيو 2025.

وبالنسبة إلى أوكرانيا، لفت تورك إلى أن الخسائر في صفوف المدنيين هذا العام ارتفعت بنسبة 24% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، نتيجة استخدام روسيا للأسلحة بعيدة المدى ومحاولاتها المستمرة للسيطرة على مزيد من الأراضي، داعيًا إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتخفيف المعاناة، بما في ذلك إعادة الأطفال ونقل الأسرى والإفراج عن المدنيين المحتجزين.

وشدد مفوض حقوق الإنسان على ضرورة احترام قرارات مجلس الأمن الدولي، ووقف العنف، وضمان حماية المدنيين في كافة النزاعات العالمية.