18 ديسمبر 2025 20:01
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

مكالمة مسربة بين صالح ومشعل تشعل جدلا سياسيا واسعا في اليمن

أعادت مكالمة هاتفية مسرّبة تعود إلى عام 2008 بين الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» آنذاك خالد مشعل، إشعال جدل واسع في الأوساط السياسية والإعلامية اليمنية، بعد إعادة تداولها مؤخرًا على نطاق واسع.

المكالمة، التي بثها برنامج وثائقي على قناة «المسيرة» التابعة لحركة «أنصار الله» قبل أن تنتشر عبر مواقع إخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي، سلطت الضوء على موقف صالح من العمليات العسكرية الفلسطينية، حيث بدا في التسجيل معارضًا لإطلاق الصواريخ من غزة باتجاه إسرائيل، محذرًا من رد إسرائيلي قد يستهدف المدنيين.

انقسمت الآراء حول مضمون المكالمة بين مؤيدين رأوا فيها «نصيحة سياسية» لحماية المدنيين، مثل وزير الثقافة اليمني الأسبق خالد الرويشان، الذي اعتبرها تعكس اختلافًا تكتيكيًا مؤقتًا لا يمس الأهداف الأساسية، وبين معارضين اعتبروا موقف صالح تحميلًا للمقاومة مسؤولية الجرائم الإسرائيلية، مثل إبراهيم عبد الرزاق أمجاور الذي وصف المكالمة بأنها تمثل انحيازًا ضد الضحايا.

وأشار صحافيون وكُتاب آخرون إلى أن المكالمة تعكس براغماتية صالح وفهمه لتعقيدات النظام الدولي، مقابل النهج المقاوم الذي يجمع بين العمل العسكري والتأثير الإعلامي، فيما شدد آخرون على ضرورة محاسبة المسؤولين حتى على المواقف الخاصة، معتبرين أن المكالمة تثير علامات استفهام حول وضوح الموقف العربي تجاه العدوان الإسرائيلي.

الجدل لا يزال مستمرًا في اليمن حول المكالمة المسرّبة، بين من يرى فيها قراءة سياسية واقعية وضرورية لميزان القوى في تلك المرحلة، ومن يعتبرها موقفًا يفتقر إلى إدانة العدوان ويحمل الضحية تبعاته، في مؤشر على الانقسام المستمر في تقييم إرث الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.