موعد عودة التيار الكهربائي إلى مدن الجيزة 

لليوم الرابع على التوالي، لا تزال عدة مدن في محافظة الجيزة تعاني من انقطاع كامل في التيار الكهربائي، نتيجة عطل فني مفاجئ في كابل محطة محولات جزيرة الذهب، ما تسبب في شلل تام للخدمات الحيوية، وعلى رأسها مياه الشرب، بعد توقف محطات الرفع عن العمل.

وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة أعلنت أنها تعمل على مدار الساعة لاستكمال توصيل مصدر تغذية إضافي للمحطة المتضررة، مؤكدة أن أعمال الإصلاح ستنتهي مساء اليوم، لضمان استقرار التغذية الكهربائية ومنع تكرار الأزمة. كما أوضحت أنه تم الدفع بـ60 مولدًا كهربائيًا متنقلاً لتأمين المرافق الاستراتيجية في نطاق المحطة، إلى جانب الانتهاء من توصيل الكابل الأول وجارٍ العمل على إعادة تشغيل الكابل الثاني حتى تستعيد المحطة طاقتها الكاملة.

وأكدت الوزارة أن الفرق الفنية تواصل جهودها لتمرير المواسير والكوابل تحت خطوط السكة الحديد، بعد انتهاء اختبارات التوصيل، تمهيدًا للمرحلة النهائية من تشغيل التيار.

كشفت مصادر مطلعة أن درجات الحرارة المرتفعة ساهمت في خروج الكابلات عن الخدمة، في ظل تهالك البنية التحتية لخطوط النقل، وغياب الصيانة الدورية اللازمة، ما تسبب في تفاقم الأزمة التي أثرت على مناطق واسعة من المحافظة.

وشددت المصادر على أن تأخر عمليات الصيانة التي كان يجب تنفيذها خلال أشهر الشتاء تسبب في تراكم الأعطال، خصوصًا في المناطق ذات الكثافة السكانية، والتي تعاني أيضًا من ارتفاع نسب فقد الكهرباء، خاصة داخل نطاق شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء، والتي تصل نسبة الفقد فيها إلى أكثر من 30% بسبب السرقات على الشبكة الموحدة.

وبينما تشهد مناطق المنيب، ومنيل شيحة، وأبو النمرس، والعمرانية، والطالبية، والمدبح، وساقية مكي انقطاعًا تامًا للتيار منذ أكثر من 50 ساعة، ارتفعت نداءات الاستغاثة من السكان إلى رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء للتدخل العاجل، خصوصًا في ظل المعاناة التي تواجهها الأسر، لا سيما كبار السن والمرضى والأطفال.

ورغم إعلان الجهات الرسمية في وقت سابق عن السيطرة على العطل وعودة التيار تدريجيًّا، إلا أن الواقع الميداني كشف استمرار الأزمة، حيث خرج كابل الجهد العالي (66 ك.ف) بمنطقة ساقية مكي مجددًا عن الخدمة بسبب الأحمال الزائدة، ما أدى إلى تجدد انقطاع الكهرباء عن قطاعات واسعة من الجيزة، دون تحديد موعد دقيق لعودة الخدمة.

ومن اللافت أن وزارة الكهرباء قامت في خضم هذه الأزمة برفع خدمة تلقي الشكاوى الهاتفية عن الخدمة بدعوى تجنب الإزعاج، ما أثار استياء المواطنين الذين شعروا بالعزلة عن الجهات المسؤولة وسط ظروف معيشية صعبة.

تعود بداية الأزمة إلى الساعة الحادية عشرة مساء يوم السبت الماضي، حين شهدت مناطق واسعة من الجيزة انقطاعًا مفاجئًا في الكهرباء، تبعه توقف لمحطة مياه جزيرة الذهب، ما تسبب في أزمة مزدوجة شملت الكهرباء والمياه، في وقت واحد.

حتى هذه اللحظة، لا تزال جهود الإصلاح مستمرة، وسط ترقب المواطنين لعودة التيار، وتأكيدات حكومية متكررة بحل الأزمة في أسرع وقت ممكن، بينما يبقى المشهد معقدًا ومفتوحًا على احتمالات عدة في ظل استمرار الأعطال الفنية وارتفاع درجات الحرارة.