12 يونيو 2025 12:58
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

نبوءة الانهيار من الداخل: هل تتحول إسرائيل إلى “اتحاد سوفييتي جديد”؟

في تحذير غير مسبوق نُشر على صفحات صحيفة هآرتس الإسرائيلية، رسم رئيس التحرير ألوف بن صورة قاتمة لمستقبل إسرائيل، مستحضِرًا شبح انهيار الاتحاد السوفييتي كنموذج محتمل لما قد تواجهه تل أبيب في ظل الأزمات الداخلية المتفاقمة.

استند بن إلى كتاب المنشق السوفييتي الشهير أندريه أمالريك، “هل سيبقى الاتحاد السوفييتي قائماً حتى عام 1984؟”، والذي تنبأ قبل أكثر من نصف قرن بانهيار إمبراطورية السوفييت، ليس نتيجة غزو خارجي، بل بسبب حرب مُنهِكة، قيادة منفصلة عن الواقع، وشرعية سياسية متآكلة. ويرى بن أن هذه العوامل نفسها تتشكل اليوم في إسرائيل بصورة مقلقة.

يشير بن إلى مفارقة صارخة: رغم أن الشيكل مستقر، والمطاعم ممتلئة، والشواطئ مزدحمة، إلا أن البنية العميقة للمجتمع الإسرائيلي تعاني من تفكك داخلي، تصاعد للجريمة، وتراجع الأمل العام. الأخطر، وفقًا للتحليل، هو الارتهان المتزايد للولايات المتحدة، وخصوصًا للرئيس السابق دونالد ترامب، الذي بات يمثل “منقذًا” لكل من اليمين واليسار، كلٌ لأسبابه الخاصة.

في هجوم لاذع، يحمّل بن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مسؤولية التدهور، متهمًا إياه بإشغال الجمهور بـ”نظريات المؤامرة” وتوجيه أصابع الاتهام لمن أسماهم “الكابلانيين”، بدلًا من تحمّل مسؤولية هزّة 7 أكتوبر. ويصفه بأنه “زعيم مدمن على الهروب من الواقع، يختبئ خلف عبادة شخصية ويخشى أعداءً حقيقيين ومتخيلين”.

وفي تحوّل لافت، يتساءل بن إن كانت نبوءة المرشد الإيراني علي خامنئي بشأن زوال إسرائيل في 2024، ليست ضربًا من الحرب النفسية، بل تعبيرًا عن واقع داخلي هش. فالاتحاد السوفييتي، كما يقول، لم يُهزم عسكريًا، بل سقط من الداخل، وهو نفس السيناريو الذي قد يواجه إسرائيل إذا استمرت الحرب على غزة باهظة التكاليف سياسيًا وأخلاقيًا.

يختم بن مقاله بدعوة واضحة: وقف الحرب، ورسم رؤية لما بعد الأزمة. ويؤكد أن أي استراتيجية بقاء لإسرائيل يجب أن تبدأ أولًا بترميم الداخل، وإعادة الثقة بين مكونات المجتمع، قبل أن تبتلعها الحروب الممتدة تمامًا كما “ابتلعت أفغانستان السوفييت”.

ما قدمه ألوف بن ليس مجرد رأي صحفي، بل جرس إنذار داخلي نادر في الإعلام الإسرائيلي، يعكس تصاعد القلق من الانقسامات المتزايدة، وتلاشي الثقة بالقيادة، وتحوّل الحرب إلى نقطة تفكك بدلاً من وحدة.