25 أكتوبر 2025 21:28
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

نتنياهو: لو خرج السنوار منتصرًا لكان “صلاح الدين الجديد”

والاحتلال يدفنه في "مقابر الأرقام" وسط جدل حقوقي واسع

في تصريح مثير للجدل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار كان سيصبح “قائدًا ملهمًا وصلاح الدين جديدًا” في نظر العالم الإسلامي، لو خرج منتصرًا من الحرب.

وأضاف نتنياهو: “لو خرج السنوار مع حشد من مقاتليه رافعًا يده بشارة النصر، لتحول إلى رمز ملهم، وكنّا سنواجه خطر اندلاع حرب مدمّرة في المنطقة”.

ويأتي هذا التصريح في وقت ما زال فيه الغموض يحيط بملف جثمان يحيى السنوار، الذي استشهد في 16 أكتوبر 2024 خلال عملية إسرائيلية في منطقة المواصي جنوب قطاع غزة.

ووفقًا لتقارير إسرائيلية، تم نقل جثمان السنوار إلى المركز الوطني للطب الشرعي في تل أبيب، حيث خضع لعملية تشريح قبل أن يُدفن في ما يُعرف بـ “مقابر الأرقام”، وهي مواقع سرّية تستخدمها إسرائيل لدفن الفلسطينيين دون الكشف عن هويتهم أو أماكن دفنهم، في واحدة من أكثر الملفات غموضًا وإثارة للجدل في تاريخ الاحتلال.

لم تُعلن السلطات الإسرائيلية أي تفاصيل عن العملية أو عن مصير الجثمان، ولم تُسلّمه إلى عائلته، مكتفية بإجراءات عسكرية مغلقة أعادت إلى الواجهة الملف الإنساني والقانوني لاحتجاز جثامين الفلسطينيين.

وتُشير تقديرات فلسطينية إلى أن إسرائيل تحتجز نحو 665 جثمانًا لفلسطينيين في مقابر الأرقام أو الثلاجات العسكرية، فيما تؤكد منظمات حقوقية دولية أن العدد تضاعف بعد الحرب الأخيرة على غزة، نتيجة قيام القوات الإسرائيلية بانتشال جثامين من مناطق القتال ونقلها إلى أماكن غير معلنة.

وتستند إسرائيل في ممارستها إلى قرار سابق للمحكمة العليا، يسمح بدفن من تصفهم بـ”الأعداء” لأسباب أمنية، معتبرة أن ذلك “يخدم المصلحة القومية” ويتيح استخدام الجثامين كورقة ضغط في مفاوضات تبادل الأسرى.

لكن منظمات حقوق الإنسان تصف هذا الإجراء بأنه عقاب جماعي مخالف لاتفاقيات جنيف التي تنص على حق ذوي القتلى في تسلم جثامينهم ودفنهم بشكل لائق.

كما يرى مراقبون أن احتجاز الجثامين يُستخدم كوسيلة ضغط سياسي ونفسي، وأحيانًا لإخفاء أدلة تتعلق بظروف القتل.

وتتجدد في هذا السياق شبهات الانتهاكات الطبية والأخلاقية، وسط تقارير متكررة عن سرقة أعضاء بعض الجثامين، وهي اتهامات لم تقدّم السلطات الإسرائيلية أي رد رسمي واضح بشأنها حتى الآن.

وفي ظل هذا الصمت، يبقى ملف الجثامين واحدًا من أكثر الملفات الإنسانية حساسية وتعقيدًا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يختصر مأساة ممتدة بين الحق في الحياة والحق في الكرامة بعد الموت.