نتنياهو يرفض وقف الحرب.. يتفاوض في شرم الشيخ ويقصف لبنان

في مشهد متناقض يعكس ازدواجية الموقف الإسرائيلي، يواصل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تصعيده العسكري ضد لبنان، في الوقت الذي يشارك فيه وفده في مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس بمدينة شرم الشيخ المصرية لبحث سبل وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

فبينما تتحدث إسرائيل عن فرص “السلام”، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية اليوم الاثنين أن الجيش الإسرائيلي شن سلسلة غارات على معسكرات تابعة لحزب الله اللبناني في منطقة البقاع شرقي لبنان، مؤكدة أن العمليات امتدت لتطال عمق الأراضي اللبنانية في تصعيد جديد يفتح جبهة شمالية موازية لحرب غزة، وفق ما نقلته قناة القاهرة الإخبارية.

وفي المقابل، تنطلق في شرم الشيخ جولة مفاوضات حساسة بين وفدي الاحتلال وحركة حماس برعاية مصرية، وسط ضغوط دولية متزايدة لوقف الحرب التي تجاوزت عامها الثاني، وأدت إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة، بحسب قناة CNN عربي.

بين القصف والمفاوضات.. نتنياهو يمد يده للسلام في شرم الشيخ ويشعل جبهة لبنان بالنار

ورغم هذا الحراك الدبلوماسي، يصرّ نتنياهو على استمرار العمليات العسكرية، معتبرًا أن وقف الحرب في هذه المرحلة “خطأ استراتيجي” قبل “تحقيق الأهداف الأمنية الكاملة”، ما يثير شكوكًا حول جدية إسرائيل في التوصل إلى تسوية حقيقية.

وفي المقابل، أعلنت حركة حماس موافقتها على بعض بنود خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أبرزها الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين وتسليم إدارة غزة لهيئة فلسطينية مستقلة، مع تأكيدها التمسك بحقها في المقاومة ورفض نزع السلاح.

ويبدو أن نتنياهو يحاول كسب الوقت على طاولة المفاوضات بينما يوسع نطاق الحرب ميدانيًا، في مشهد يعكس استراتيجية إسرائيلية تقوم على الضغط بالنار أثناء الحديث عن السلام، ما يجعل مفاوضات شرم الشيخ أمام اختبار حقيقي لمصداقية المسار السياسي في ظل أصوات القنابل في لبنان وغزة.