نتنياهو يعد بن غفير بخطة لاقتلاع آلاف الفلسطينيين من غزة
خلال أسابيع

كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الخميس، عن خطوات إسرائيلية متسارعة، يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لبدء تنفيذ خطة “التهجير الطوعي” لآلاف الفلسطينيين من قطاع غزة، في محاولة لكسب دعم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير ومنع انسحابه من الحكومة.
ووفقًا للصحيفة، فإن نتنياهو وعد بن غفير بالبدء في تنفيذ التهجير خلال أسابيع قليلة إذا لم يتم التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وهو ما اعتبره مراقبون ابتزازًا سياسيًا يختبئ خلف قناع “الترحيل الطوعي”.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو عقد اجتماعات أسبوعية منتظمة خصيصًا لمناقشة ملف التهجير، بمشاركة ممثلين عن جهاز الموساد ووزارة الخارجية، حيث تم توزيع الصلاحيات بين الأجهزة لتسريع عملية ترحيل الفلسطينيين من القطاع.
وخلال الاجتماعات، وجه نتنياهو تعليمات مباشرة للموساد بالإسراع في التواصل مع دول محتملة لاستيعاب الفلسطينيين المرحّلين، بينما لم تكشف الصحيفة عن أسماء تلك الدول، لكنها أشارت إلى تقارير سابقة تحدّثت عن إثيوبيا، ليبيا، إندونيسيا، ودول أخرى ضمن قائمة التفاوض.
في تطوّر لافت، قالت الصحيفة إن خطة التهجير ستعتمد على مرور الفلسطينيين عبر الأراضي الإسرائيلية باتجاه الأردن، بدلاً من مصر كما كان مخططًا سابقًا، ما يعكس نية إسرائيلية لتغيير خارطة التهجير قسرًا مع فرض سيطرة ميدانية مباشرة على حركة السكان.
وفي محاولة أخرى لاسترضاء اليمين المتطرف، كشفت الصحيفة أن نتنياهو وعد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بدفع خطة لإعادة احتلال مناطق محددة من قطاع غزة، أبرزها الشريط الحدودي الشمالي، في حال فشل صفقة الأسرى، وذلك لضمان استمراره في الائتلاف الحاكم.
وأكدت صحيفة “هآرتس” أن نتنياهو عرض بالفعل هذه الخطة على المجلس الوزاري المصغر “الكابينيت”، في وقتٍ يتمسك فيه بشروط جديدة كإلغاء سلاح المقاومة، رغم استعداد حماس لإطلاق الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل وقف الحرب ورفع الحصار.
وسط هذه التحركات السياسية، تواصل إسرائيل حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، مخلفة أكثر من 206 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، و9 آلاف مفقود، ونزوح جماعي فاق التقديرات الإنسانية، في تحدٍ صريح لكل النداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية.
ويواجه نتنياهو انتقادات حادة من عائلات الأسرى والمعارضة الإسرائيلية، التي تتهمه بإطالة أمد الحرب حفاظًا على كرسي الحكم وخوفًا من سقوط حكومته المتطرفة.
تعليقات 0