نساء إيران في مشهد صاروخي مثير ومزاعم “مفبركة” حول مشاركتهن في القتال

تداولت وسائل إعلام ومستخدمون عبر منصات التواصل مقطع فيديو يظهر فريقًا نسائيًا إيرانيًا يقود عملية إطلاق صواريخ من مواقع قتالية متقدمة، فيما وصف بأنه “عرض غير مسبوق” لدور المرأة في النزاع.

وأثار الفيديو، الذي نُشر عبر حساب الباحث السياسي حيدر البرزنجي على منصة “إكس”، تفاعلاً كبيرًا بين رواد مواقع التواصل، حيث ظهر عدد من النساء وهن يشاركن في عملية إطلاق صاروخية، في مشهد حاولت وسائل الإعلام الإيرانية توظيفه كرسالة رمزية لتماسك المجتمع الإيراني، ومشاركة المرأة في مقاومة العدوان الإسرائيلي.

لكن الفحص السريع للمقطع باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، من بينها منصة “ChatGPT”، يشير إلى أن الفيديو قديم أو غير دقيق، وربما لا يمتّ للأحداث الجارية بصلة، إذ لا يتضمن معالم واضحة تؤكد وقوعه في طهران أو على الجبهة الإيرانية في الوقت الحالي، ما يُثير الشكوك حول صحته وهدف ترويجه في هذا التوقيت.

ويُرجّح أن يكون الفيديو من تجارب سابقة أو صراعات في مناطق أخرى، وربما ضمن مناورات تدريبية أو لقطات أرشيفية استخدمت لأغراض دعائية.

رغم محاولات النظام الإيراني إبراز دور النساء في المعارك، إلا أن تقارير دولية تؤكد أن مشاركة المرأة في مراكز القرار السياسي لا تتجاوز 10%، رغم محاولات كسر القيود الاجتماعية خلال العقود الأربعة الأخيرة.

وكان المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة قد صوّت سابقًا لصالح إزالة إيران من لجنة وضع المرأة، في ظل انتقادات دولية واسعة لسجل طهران في قمع النساء، خاصة بعد أحداث سبتمبر 2022، حيث أعربت الوثيقة الأممية عن قلق بالغ من “التقويض المنهجي لحقوق النساء والفتيات في إيران، واستخدام القوة المفرطة ضدهن”.

تستمر المواجهة بين طهران وتل أبيب لليوم التاسع على التوالي، مع إطلاق الموجة الصاروخية الثامنة عشرة من إيران ضمن ما تسميه “عملية الوعد الصادق 3″، حيث أعلنت القوة الجوفضائية للحرس الثوري عن استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية بـ”صواريخ دقيقة وطائرات شاهد الهجومية”.

وفي ظل غياب أي أفق دبلوماسي حالي، يبقى التصعيد مفتوحًا على جميع الاحتمالات، ما يزيد من المخاوف بشأن اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، وانعكاساته على الأمن الإقليمي والدولي.