هل عدم شكر نعم الله يُعد كفرًا ؟.. إمام الدعاة يوضح

في خواطره حول تفسير سورة إبراهيم، تناول الشيخ محمد متولي الشعراوي مسألة مهمة وهي: هل يُعد الإنسان كافرًا إذا لم يشكر نعم الله عليه؟ وشرح ذلك من خلال الآية الكريمة: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].
أوضح الشعراوي أن كلمة “تأذَّن” مأخوذة من مادة “الأذن”، والتي تدل على السماع والإعلام، وبالتالي فإن “تأذَّن” تعني أن الله أعلم عباده إعلامًا مؤكدًا أنه سيزيد من يشكره على نعمه، لأن الشكر هو ارتباط بالمنعِم واعتراف بأن النعمة ليست من ذات الإنسان، بل من فضل الله.
وأشار إلى أن المشكلة تظهر حين يغتر الإنسان بالنعمة، وينسى من أنعم بها، فيقع في الطغيان كما جاء في قوله تعالى: {كَلاَّ إِنَّ الإنسان ليطغى أَن رَّآهُ استغنى} [العلق: 6-7].
وهنا يحذر الشعراوي من الانشغال بالنعمة عن المنعم، فالله هو الواهب الحقيقي.
ثم تطرق إلى معنى الكفر في الآية، موضحًا أن الله استخدم لفظ “كفرتم” بدلًا من “كفران” لتشديد وقع المعنى، مشبهًا ذلك بقوله تعالى عن فريضة الحج: {وَللَّهِ عَلَى الناس حِجُّ البيت مَنِ استطاع إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ العالمين} [آل عمران: 97]، فهنا الكفر لا يعني فقط المعصية بترك الحج، بل يشمل أيضًا إنكار الفريضة نفسها.
وختم الشعراوي تفسيره موضحًا أن الكفر في هذه الآية جاء في مقابلة الشكر، وأن من يكفر بنعم الله ولا يعترف بها ولا يشكره، فقد استحق العذاب، الذي لا يطيقه أحد، لأن قدرة الله على العقاب لا تحدها حدود.
تعليقات 0