21 نوفمبر 2025 17:29
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

واشنطن تضغط بقوة على كييف لقبول خطة ترامب قبل المهلة النهائية

في تطور يعكس احتدام الموقف السياسي بين واشنطن وكييف، برزت خلال الساعات الأخيرة تحذيرات أمريكية شديدة اللهجة تشترط على القيادة الأوكرانية القبول بخطة السلام التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل حلول الخميس المقبل، وإلا ستُحرم أوكرانيا من السلاح والمعلومات الاستخباراتية التي تعتمد عليها منذ بدء الصراع مع روسيا.

وأفادت مصادر مطلعة لوكالة رويترز بأن الضغوط الحالية من الإدارة الأمريكية تفوق أي محاولات تفاوضية سابقة، مشيرة إلى أن واشنطن ترغب في إنهاء الحرب بأي ثمن، حتى لو اضطرت كييف لتقديم تنازلات مؤلمة.

ووفقًا لما ذكرته المصادر، فإن الولايات المتحدة تسعى إلى دفع أوكرانيا نحو توقيع اتفاق يوقف القتال في أسرع وقت ممكن، قائلة إن الثمن الذي يجب أن تتحمله كييف سيكون جزءًا من تسوية أوسع تضع حدًا للحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وفي هذا السياق، أكد أحد المسؤولين أن الإدارة الأمريكية أصبحت أكثر حزمًا من أي وقت مضى تجاه حليفتها الشرقية.

وفي المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه سيتعامل مع مقترح ترامب باعتباره أساسًا لإطلاق مفاوضات مع روسيا، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن بلاده لن تتجاوز خطوطها الحمراء المتعلقة بالسيادة ووحدة الأراضي.

وتواصل زيلينسكي اليوم مع عدد من القادة الأوروبيين، من بينهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واللذين أبديا ترحيبهما بالجهود الأمريكية شرط أن تقود إلى سلام عادل ودائم لصالح أوكرانيا.

وتشير التقارير إلى أن الخطة الأمريكية المؤلفة من 28 بندًا تميل بشكل واضح لمصلحة موسكو، إذ تمنح روسيا السيطرة على مساحات أوسع من الأراضي الأوكرانية مقارنة بما تسيطر عليه حاليًا، فضلًا عن إعادة دمجها في مجموعة السبع، وهو ما تراه كييف مساسًا مباشرًا بحقوقها التاريخية وسيادتها الوطنية.

وفي موسكو، جاء الرد الروسي حادًا ومتسقًا مع خطاب القوة الذي تتبناه القيادة. فقد أعلن الكرملين أنه لم يتلق رسميًا الخطة الأمريكية بعد، لكنه أرسل رسالة تحذير واضحة للرئيس الأوكراني بضرورة الإسراع في التفاوض، مؤكدًا أن استمرار العمليات العسكرية الروسية يفرض واقعًا جديدًا على الأرض، وقد يجعل أي فرصة للتسوية المستقبلية أقل كفاءة بالنسبة لأوكرانيا إذا ما تأخر الاتفاق.

وبين ضغط أمريكي متصاعد، وتوجس أوكراني واضح، وترقب روسي واثق، يبقى مصير خطة ترامب معلقًا بقرار كييف خلال الساعات المقبلة، في لحظة قد تعيد رسم ملامح المشهد الأوروبي بأكمله.