وداعاً لـ “الدبلوم”.. مصر تطلق “البكالوريا التكنولوجية” وتقتحم عصر الذكاء الاصطناعي بشراكات دولية

في ثورة بيضاء تعيد صياغة مفهوم “العامل الفني”، أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن أكبر تحول بنيوي في تاريخ المنظومة التقنية المصرية.
لم يعد الأمر مجرد “تطوير مدارس”، بل هو إعادة بناء كاملة لهوية الخريج المصري ليكون “مواطناً تقنياً عالمياً” قادراً على المنافسة في كبرى أسواق العمل الدولية، مدعوماً بتعديلات تشريعية شملت 16 مادة قانونية قلبت الموازين رأساً على عقب.
في قرار تاريخي ينهي عقوداً من النظرة التقليدية، أعلنت الوزارة إلغاء مسمى “الدبلوم الفني” رسمياً، واستبداله بـ “البكالوريا التكنولوجية المصرية” اعتباراً من العام الدراسي المقبل.
هذا التحول لم يكن اسمياً فحسب، بل رافقه إعادة هيكلة شاملة؛ حيث تحول نظام السنوات الثلاث إلى “التعليم الثانوي الفني والتقني”، ونظام السنوات الخمس إلى “التعليم التكنولوجي المتقدم”، تحت رقابة صارمة من الهيئة الوطنية لضمان الجودة “إتقان”.
فتحت مصر أبواب مدارسها للخبرات العالمية، حيث كشفت الوزارة عن إنشاء 99 مدرسة دولية للتكنولوجيا التطبيقية بالتعاون مع الجانب الإيطالي.
هذه المدارس تمنح خريجيها شهادة مزدوجة (مصرية-إيطالية)، ومن المقرر أن تدخل 95 مدرسة منها حيز الخدمة الفعلية في عام 2026.
هذا التدويل رفع ترتيب مصر عالمياً في التعليم الفني إلى المركز 43، مدفوعاً بشراكات مع عمالقة الصناعة مثل “سيمنز” و”بافاريا”.
لم يعد الطالب الفني بعيداً عن ركب التكنولوجيا؛ فبداية من العام الدراسي المقبل، سيتم توزيع أجهزة التابلت على طلاب الصف الأول بنظام “البكالوريا التكنولوجية”.
ولأول مرة، ستصبح مواد البرمجة والذكاء الاصطناعي متطلباً أساسياً للنجاح، مع إتاحة منصة “كيريو” اليابانية للتدريب، ومنح شهادات معتمدة من جامعة هيروشيما العريقة.
أرقام تعكس الطموح:
115 مدرسة تكنولوجيا تطبيقية حالياً، والمستهدف 214 مدرسة العام المقبل.
35 مدرسة متخصصة في تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي.
130 إطاراً تعليمياً جديداً تم اعتمادها لتلبية احتياجات سوق العمل الفعلية.


تعليقات 0