وزير الخارجية السوري: لا قرار نهائي حول اتفاق أمني مع إسرائيل ومشاورات مستمرة للانضمام للتحالف ضد داعش

أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن بلاده لم تتخذ حتى الآن أي قرار نهائي بشأن توقيع اتفاق أمني مع إسرائيل، موضحا أن المشاورات المتعلقة بهذا الملف ما زالت متواصلة.
الشيباني أوضح في تصريحات له على هامش مشاركته في منتدى حوار المنامة، أن الملف الأمني لا يزال قيد النقاش، وأن تطورات المرحلة المقبلة ستحدد المسار النهائي لهذه المفاوضات.
وبخصوص انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، بين وزير الخارجية أن التواصل مستمر بين وزارتي الدفاع السورية والأميركية، إلى جانب أجهزة الاستخبارات في البلدين، مشيرا إلى إمكانية صدور إعلان رسمي خلال الزيارة المنتظرة للرئيس أحمد الشرع إلى العاصمة الأميركية واشنطن.
ونقلت مصادر أن الشرع سيصل إلى الولايات المتحدة في العاشر من نوفمبر، في زيارة يتابع خلالها مباحثات تتعلق بملفات أمنية وعسكرية، ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وفي السياق ذاته، أعلن المبعوث الأميركي إلى سوريا ولبنان توم باراك أن الجانبين السوري والإسرائيلي يقتربان من التوصل إلى اتفاق أمني يتعلق بالحدود، مضيفا أن واشنطن تعمل على استكمال الترتيبات الخاصة بالاتفاق قبل نهاية العام الجاري.
وذكر كذلك أن جولة خامسة من المفاوضات المباشرة بين سوريا وإسرائيل قد تعقد عقب زيارة الشرع إلى البيت الأبيض، متوقعا توقيع دمشق على اتفاقية الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش خلال الزيارة نفسها.
وخلال جلسة عامة في حوار المنامة، أوضح الشيباني أن بلاده تسعى لتكون دولة مستقرة ومعتمدة على أبنائها، وخالية من أي تدخلات خارجية، مع مراعاة إقامة علاقات متوازنة قائمة على التعاون والشراكة مع الحلفاء والأصدقاء، وشدد على أن سوريا لا ترغب في أن تكون مصدرا للتوتر أو القلق لأي طرف في المنطقة.
وكشف وزير الخارجية السوري أن المرحلة الانتقالية ترتكز على ثلاثة مبادئ رئيسية تشمل الاستقرار الأمني، والدبلوماسية المتوازنة، وسيادة القانون والعدالة.
ولفت إلى أن الداخل السوري يشهد مستوى مقبولا من الاستقرار، مع مشاركة سوريا إقليميا ودوليا في مكافحة الإرهاب والمخدرات والتعامل مع المخاطر الأمنية.
وأشار الشيباني إلى أن الدولة تأسست بعيدا عن الطائفية، وأن القانون يمثل المعيار الحاكم بين جميع المواطنين، مؤكدا أن التنوع الديني والثقافي والعرقي يشكل عامل قوة وتكامل داخل المجتمع السوري.
كما تحدث عن سياسة خارجية تقوم على الحياد الإيجابي، والانفتاح الاقتصادي، والتعاون الإقليمي، مع مد اليد للشركاء في قضايا الأمن والتنمية.
وأوضح أن الحكومة واجهت تحديات معقدة في السنوات الماضية، لكنها نجحت في إطلاق لجنة وطنية للمفقودين وأخرى للعدالة الانتقالية بهدف معالجة ملفات الضحايا والمفقودين وضمان عدم الانزلاق نحو الانتقام.
وقال إن عدد المفقودين بسبب النظام السابق يتجاوز 250 ألف شخص، مشيرا إلى أن هذه الملفات تخضع لمتابعة دقيقة من قبل الجهات المختصة.
واعتبر الشيباني أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة تمثل خطوة مهمة في إعادة تشكيل المؤسسات، مبديا أمله في أن تعكس الجلسة الأولى للبرلمان الجديد صوت المواطنين وقضاياهم.
وأضاف أن العلاقات مع دول الجوار تسير نحو المزيد من التعاون في مكافحة الإرهاب والمخدرات، بما يحقق الأمن المشترك ويعزز فرص الاستقرار والسلام في المنطقة.


تعليقات 0