وزير الخارجية: قناة السويس تخسر 800 مليون دولار شهريًا بسبب الحرب في غزة وملتزمون بتأمينها

نشر الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، مقالاً تحليليًا في واحدة من أبرز الدوريات الدولية المتخصصة في النقل البحري “Lloyd’s List”، سلّط فيه الضوء على أهمية خفض التوترات في منطقة البحر الأحمر، وتأثير ذلك بشكل مباشر على حركة الملاحة البحرية، والتجارة الدولية، واستقرار سلاسل الإمداد، مما يعزز فرص تعافي الاقتصاد العالمي.

وأشار الوزير إلى أن انتظام حركة السفن في البحر الأحمر وقناة السويس يُمثل أولوية عالمية، خصوصًا بعد سلسلة من التحديات الجيوسياسية التي هزت استقرار هذا الممر الحيوي، وتسببت في خسائر اقتصادية فادحة لمصر، التي تكبّدت ما يقرب من 800 مليون دولار شهريًا في عائدات قناة السويس منذ بداية الحرب على غزة، بإجمالي 8 مليارات دولار حتى الآن.

وأوضح عبد العاطي أن الأحداث الأخيرة أكدت بوضوح أن أمن البحر الأحمر لا ينفصل عن أمن سلاسل التوريد العالمية، وأن الملاحة البحرية تمثل عنصراً جوهرياً في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي والدولي. كما شدد على التزام مصر الدائم ببذل كل الجهود اللازمة لضمان الأمن في هذا الممر الاستراتيجي، من خلال معالجة جذور الأزمات الإقليمية.

وتطرّق الوزير إلى اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في اليمن، الذي تم التوصل إليه برعاية سلطنة عمان وبمشاركة الولايات المتحدة، معتبراً أن هذا الاتفاق يشكل تطورًا إيجابيًا نحو تعزيز السلام الإقليمي، وخفض التصعيد، وتوفير بيئة بحرية أكثر أمانًا، تُطمئن المستثمرين وشركات الشحن العالمية، وتُسهم في انسيابية حركة التجارة عبر البحر الأحمر وقناة السويس.

وأضاف أن التحسن في أوضاع الملاحة سينعكس بشكل مباشر على استقرار تكاليف النقل، وانخفاض أقساط التأمين البحري، وتسريع وصول البضائع للأسواق، وهو ما يعزز بدوره حركة الاقتصاد العالمي ويمنحه دفعة جديدة بعد سلسلة من الأزمات مثل جائحة كورونا، والحرب الأوكرانية، والصراع المستمر في غزة.

وأكد الوزير أن قناة السويس، بما تمثله من نقطة وصل بين قارات العالم، ستبقى شريانًا حيويًا لحركة التجارة، ليس فقط لما توفره من اختصار لخطوط الشحن، بل لدورها في تقليل الانبعاثات وتعزيز الترابط الاقتصادي بين الشعوب.

واختتم الوزير مقاله بالتأكيد على أن مصر ستواصل جهودها لتهيئة مناخ سياسي ملائم لتحقيق سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلى جانب الحفاظ على البحر الأحمر كممر ملاحي آمن يخدم الاقتصاد العالمي بأكمله.