وزير الخارجية يؤكد التزام مصر بالأمن الإقليمي وتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع واشنطن

أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، أن مصر ستظل طرفًا فاعلًا في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
جاء ذلك خلال لقائه مع هيئة تحرير صحيفة “واشنطن بوست” في العاصمة الأمريكية واشنطن.
وأشار الوزير إلى متانة الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، واصفًا إياها بأنها ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي، ومشددًا على أهمية تطوير التعاون الثنائي في مجالات السياسة، الاقتصاد، والأمن بما يعكس المصالح المشتركة ويدعم جهود التنمية.
وفيما يخص العلاقات الاقتصادية، أوضح عبد العاطي أن مصر تواصل تنفيذ إصلاحات هيكلية تهدف لتحسين مناخ الاستثمار، وتشجيع دور القطاع الخاص، وجذب رؤوس الأموال الأجنبية.
ولفت إلى أن مصر تمتلك مزايا تنافسية مهمة، من بينها موقعها الجغرافي، البنية التحتية الحديثة، والمناطق الاقتصادية المتخصصة. كما تطرق إلى نجاح منتدى الأعمال المصري–الأمريكي المنعقد في مايو الماضي بالقاهرة.
واستعرض الوزير التقدم الذي أحرزته مصر في مجال حقوق الإنسان، مشيرًا إلى تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان 2021-2026، والتطورات في ملف الحريات الدينية والمدنية، وكذلك التنمية الاجتماعية.
كما ناقش عبد العاطي التحديات الإقليمية المعقدة، مشددًا على ضرورة احترام السيادة الوطنية، وتبني الحلول السياسية، وتفعيل التعاون الجماعي في مواجهة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
وفيما يتعلق بالأوضاع في قطاع غزة، أوضح أن مصر تبذل جهودًا دبلوماسية بالتنسيق مع شركاء دوليين، خاصة الولايات المتحدة وقطر، بهدف تحقيق وقف لإطلاق النار، وإجراء عمليات تبادل للأسرى والرهائن، تمهيدًا لإعادة إعمار القطاع.
وأعاد التأكيد على رفض مصر القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين، وتمسكها بحل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وحول الوضع في السودان، أكد عبد العاطي دعم مصر الكامل لاستقرار السودان وسلامة مؤسساته، داعيًا إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار. وبالنسبة لسوريا، شدد على أهمية وحدة الأراضي السورية وأن تكون دولة مستقرة داخل المنطقة.
وفي ملف الأمن المائي، عرض الوزير موقف مصر الثابت تجاه نهر النيل، مشيرًا إلى ضرورة احترام قواعد القانون الدولي والتعاون المشترك بين الدول المتشاطئة، ومؤكدًا رفض مصر للإجراءات الأحادية من الجانب الإثيوبي بخصوص سد النهضة، والتزامها باتخاذ كافة الإجراءات القانونية لحماية أمنها المائي.
كما تناول اللقاء تطورات الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي والساحل، مستعرضًا نتائج جولته في غرب أفريقيا، ومبرزًا اهتمام مصر العميق بهذه المناطق التي تمثل عمقًا استراتيجيًا لمصالحها الإقليمية، في ظل التحديات المتزايدة المرتبطة بالإرهاب والجماعات المسلحة.
تعليقات 0