وفاة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية ورمز العلم الشرعي

أعلن الديوان الملكي السعودي اليوم عن وفاة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء، بعد مسيرة طويلة ومتميزة في خدمة الدين والعلم الشرعي.

وسيصلى على الفقيد في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض بعد صلاة عصر اليوم، كما وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بإقامة صلاة الغائب عليه في المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، وجميع مساجد المملكة بعد صلاة العصر.

نشأ الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ يتيم الأب، فقد والده وهو في سن الثامنة، وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة على يد الشيخ محمد بن سنان.

وواصل دراسته على كبار علماء المملكة، منهم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية الأسبق، حيث تعلم على أيديهم العلوم الشرعية الأساسية، قبل أن يبدأ مسيرته العملية بالتدريس والمشاركة في المجالس العلمية بالجامعات السعودية.

شغل الشيخ آل الشيخ إمامة وخطابة عدة جوامع بارزة بالرياض، أبرزها جامع الإمام تركي بن عبدالله المعروف بـ«الجامع الكبير»، ومسجد نمرة بعرفة، وكان له حضور واضح في إلقاء الدروس والمحاضرات، والمشاركة في الندوات والبرامج الدينية على الإذاعة والتلفاز.

ترك الفقيد إرثًا علميًا غنيًا، من عشرات الكتب والمصنفات، ومئات الفتاوى التي أجاب عنها في مختلف المناسبات والبرامج، ومن أبرز مؤلفاته:

الفتاوى المتعلقة بالعقائد، وفتاوى الطهارة والصلاة، وأحكام الزكاة، والفتاوى المتعلقة بالصيام والحج، إضافة إلى العديد من الكتب التي جمع فيها فتواه في برامج «نور على الدرب».

كما أشرف وناقش مئات رسائل الماجستير والدكتوراه، وساهم في تخريج أجيال من العلماء والقضاة والمفتين في مختلف الجامعات والمعاهد الشرعية بالمملكة.

نعت الأوساط الدينية والعلمية وفاة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، معتبرين رحيله خسارة كبيرة للمملكة وللعالم الإسلامي، مشيدين بعلمه وورعه وتفانيه في خدمة الدين والوطن، وسائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.

يمثل الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ نموذجًا فريدًا للعلماء الذين جمعوا بين الإفتاء، والتعليم، والخطابة، والإشراف الأكاديمي، وتركوا إرثًا علميًا مستدامًا يستفيد منه المسلمون في شتى أنحاء العالم، مؤكدًا أن العلم الشرعي والتقوى هما أعمدة الحياة الدينية والاجتماعية الصحيحة.