105 ملايين حاج يصعدون جبل عرفات لأداء الركن الأعظم من مناسك الحج
في مشهد إيماني مهيب

بدأت جموع الحجيج اليوم، الخميس، بالتوافد إلى مشعر عرفات الطاهر لأداء الركن الأعظم من مناسك الحج، وسط تنظيم محكم ومتابعة أمنية دقيقة رافقت قوافل ضيوف الرحمن عبر طرق المشاة ومسارات المركبات، حيث تسير عمليات التصعيد بانسيابية وفق خطط محكمة أعدتها مختلف الجهات المعنية.
وفي مشهد يفيض روحانية، اصطفت الحشود البيضاء على جبل الرحمة وأروقته، وقد علت وجوههم السكينة والخشوع، رافعين أكف الدعاء والرجاء إلى السماء، بعد أن قطعوا آلاف الأميال وتحملوا مشاق السفر، ليقفوا في هذا اليوم العظيم ملبّين نداء إبراهيم، ومقتدين بخطى النبي محمد ﷺ
أحاطت الجهات الأمنية مختلف مسارات الحجاج، لتسهيل تنقلهم وضمان سلامتهم، بينما كثّفت الجهات الحكومية جهودها الخدمية في مشعر عرفات، فانتشرت العيادات المتنقلة والنقاط الإسعافية، إلى جانب مراكز الإرشاد والخدمات التموينية، لتلبية احتياجات الحجاج على مدار الساعة، في صورة من التنسيق الدقيق والعمل المتكامل.
وفي مسجد نمرة، يؤدي الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً بأذان واحد وإقامتين، اقتداءً بهدي النبي ﷺ الذي قال: “خذوا عني مناسككم”. ومع غروب شمس هذا اليوم المبارك، تبدأ جموع الحجيج نفرتها نحو مزدلفة، ليصلوا فيها المغرب والعشاء، ويبيتون ليلتهم هناك حتى فجر يوم العاشر من ذي الحجة، اتباعًا لسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام.
يُعد الوقوف بعرفة هو اللحظة الفاصلة في رحلة الحج؛ ففيه ترفع الدعوات، وتُغفر الذنوب، وتعتق الرقاب، وتُسكب العبرات، في تجلٍ لأسمى معاني التوبة والرجاء. إنه الركن الأعظم الذي من فاته الوقوف فيه، فاته الحج كله.
تعليقات 0