12 يونيو 2025 18:47
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

مفاوضات التهدئة في غزة.. حماس تتسلّم نسخة محدثة من المقترح الأميركي

ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، نقلاً عن مصدر مطّلع على سير المفاوضات، أن حركة المقاومة الإسلامية «حماس» تسلّمت نسخة محدثة من المقترح الأميركي الذي تقدم به المبعوث ستيف ويتكوف بشأن التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن المحتجزين. وأشارت الصحيفة إلى أن النسخة الجديدة من المقترح تضمنت بعض التعديلات، فيما لم ترد «حماس» بعد على هذه التعديلات.

ضغوط أميركية وتباين داخلي إسرائيلي

وأفاد المصدر ذاته بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنهاء الحرب على غزة بشكل عاجل. وكان المقترح الأميركي قد نال موافقة أولية من «حماس» نهاية الأسبوع الماضي، غير أن الحركة أبدت ملاحظات أبرزها المطالبة بضمانات بوقف نهائي للحرب، وهو ما اعتبره الجانب الأميركي «غير مقبول»، وقوبل بالرفض من الحكومة الإسرائيلية آنذاك.

فرص التهدئة في ظل الانقسام السياسي

في سياق متصل، نقلت قناة «آي نيوز 24» الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي أن قطر تنتظر رداً محدثاً من «حماس» على المقترح الأميركي، في حين أن هناك فرصة لإحراز تقدم فعلي في المفاوضات. ويتضمن مقترح ويتكوف هدنة لمدة 60 يوماً، يتم خلالها إطلاق سراح 28 من الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن أكثر من 1200 أسير فلسطيني، بالإضافة إلى إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة.

وأكد بيان صادر عن مكتب الإعلام الدولي في دولة قطر أن جهود الوساطة تمرّ بمرحلة دقيقة، لكنها تقترب من تحقيق تقدم حقيقي نحو وقف إطلاق النار. ويُذكر أن الهدنة الثانية التي فُرضت سابقاً قد انهارت في 18 آذار الماضي، بعد شهرين من بدئها، في ظل فشل المحادثات المباشرة بين «حماس» وواشنطن في الدوحة.

الموقف الفلسطيني والواقع الميداني

من جانبها، شددت «حماس» في بيان مساء الأحد، على أنها تخوض حرب استنزاف في مواجهة جرائم الإبادة ضد المدنيين الفلسطينيين، مؤكدةً أن أي حل يجب أن يكون عبر صفقة شاملة تتضمن وقفاً دائماً للعدوان وانسحاب الاحتلال وبدء إعمار القطاع، مع إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين.

أزمات داخلية في إسرائيل تزيد الضغط

في الداخل الإسرائيلي، تتصاعد الخلافات، حيث أعلن حزب «شاس الحريدي» نيته التصويت لصالح حل الكنيست، احتجاجاً على فشل الحكومة في تمرير قانون إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، رغم كون الحزب جزءاً من الائتلاف الحاكم.

ويرى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن «حماس» قد تتجاوب إيجابياً مع المقترح الأميركي، إلا أن الرد الإسرائيلي قد يتأخر بسبب النقاشات الجارية حول الكنيست وتحفظات جهاز الأمن العام «الشاباك» بشأن توقيت الهدنة وآلية تنفيذ الاتفاق. وأكد أن كلاً من إسرائيل و«حماس» بحاجة إلى الهدنة، وأن الظروف تفرض السير في هذا الاتجاه، خاصة مع الدور الكبير الذي تلعبه مصر وقطر كضامنين للاتفاق، حسب جريدة الشرق الأوسط.

قراءة مغايرة من الجانب الفلسطيني

في المقابل، يرى المحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون أن الحديث عن تقدم في المحادثات غير دقيق، وأن الإعلام الإسرائيلي يستخدمه للتغطية على الجرائم اليومية بحق المدنيين. وأوضح أن «حماس» متمسكة بوقف شامل ودائم لإطلاق النار، ورفض أي حلول جزئية أو مؤقتة، مشيراً إلى أن المقترحات الأميركية تُغفل حقوق الفلسطينيين، وتركز فقط على إخراج الرهائن الإسرائيليين.

حراك دبلوماسي وتقدم محدود

نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أن هناك تقدماً جزئياً في المفاوضات بفضل ضغوط قطرية متزايدة على «حماس»، وأن التقدم قد لا يكتمل هذا الأسبوع، لكنه ملحوظ. وتوقعت صحيفة «هآرتس» أن ترد «حماس» قريباً على المقترح، وإذا جاء الرد إيجابياً، فإن ويتكوف سيزور المنطقة خلال أيام.

اختلاف الأجندات وتضارب التصريحات

وفي تصريحات لافتة، أشار ترمب إلى مفاوضات تُشارك فيها إيران بشأن غزة، الأمر الذي نفته إسرائيل عبر مصادر رسمية، معتبرةً أن الحديث عن مشاركة إيران محاولة لصرف الأنظار وخلط الأوراق في ظل ارتباك الإدارة الأميركية.

ويرى محللون أن تصريحات ويتكوف تكشف عن انحياز أميركي واضح، حيث يركز الجانب الأميركي على إطلاق سراح الرهائن فقط، دون الاكتراث بوقف العدوان أو معالجة الأزمات الإنسانية في القطاع، ما يؤكد وجود معايير مزدوجة في التعاطي مع الأزمة.