30 يوليو 2025 11:14
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

منظمات دولية تنتقد “الجسر الجوي” لغزة: دعائي ولا يلبي الاحتياجات الإنسانية

انتقدت منظمات حقوقية دولية، على رأسها منظمة العفو الدولية ومنظمة “ميديكو إنترناشيونال”، أسلوب إسقاط المساعدات جواً إلى قطاع غزة، معتبرة إياه إجراءً رمزياً غير كافٍ للتعامل مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر.

وقالت يوليا دوخروف، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية في ألمانيا، خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الثلاثاء في برلين، إن “القرار الأخير لما يُعرف بمجلس الوزراء الأمني المصغر في إسرائيل بإنشاء جسر جوي إلى غزة ليس أكثر من لفتة رمزية”، مؤكدة أن استخدام “مصطلح كبير مثل الجسر الجوي الكبير هدفه إخفاء حقيقة أن الحكومة الإسرائيلية لا تزال تتقاعس عن اتخاذ الخطوات الضرورية لتوفير المساعدات بفعالية”.

وكان الجيش الألماني قد أرسل طائرتي نقل عسكري من طراز “إيه 400 إم” إلى الأردن، تمهيدًا للمشاركة في عمليات الإسقاط الجوي فوق غزة، في خطوة تنضم إلى جهود مماثلة تنفذها إسرائيل والأردن والإمارات منذ الأحد الماضي.

في السياق نفسه، عبّر رياض عثمان، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بمنظمة “ميديكو إنترناشيونال”، عن رفضه لهذه الآلية، واصفًا الجسر الجوي بأنه “حملة دعائية تهدف لتحسين صورة الحكومة الإسرائيلية”، ومؤكدًا أنه لا يعدو كونه “محاولة لحفظ ماء الوجه”.

ودعا عثمان الحكومة الألمانية إلى عدم دعم هذا التوجه، بل تبني حلول إنسانية عقلانية ومبنية على المعايير الدولية، موضحًا أن “إيصال المساعدات لا يتم من خلال الجو، بل عبر فتح المعابر البرية”. وأضاف أن قطاع غزة بحاجة إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات يوميًا، وهو ما لا يمكن للطائرات، مهما بلغ عددها، أن توفره.

كما أشار إلى أن المساعدات الجوية تعاني من مشكلات تتعلق بعدم الدقة وارتفاع الكلفة وبطء التنفيذ، إلى جانب مخاطرها على السكان، قائلاً: “في منطقة مكتظة بالسكان كغزة، قد تؤدي هذه العمليات إلى سقوط ضحايا، وقد تم تسجيل حالات قتل نتيجة سقوط الحاويات أو غرق مدنيين أثناء محاولتهم التقاط المساعدات من البحر”.

واعتبر عثمان أن استمرار إغلاق المعابر البرية “أمر غير مفهوم على الإطلاق”، متسائلًا: “كيف لا يُمارس ضغط جاد على حكومة تصنَّف كدولة صديقة، رغم استمرارها في الحرب وارتكاب الإبادة الجماعية بدعم واضح من الولايات المتحدة وألمانيا؟”.

من جانبها، شددت دوخروف على ضرورة أن تلتزم ألمانيا بواجباتها القانونية الدولية، مطالبة بوقف فوري وشامل لإطلاق النار، وإنهاء صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، وتسليط الضوء على جرائم الحرب بمسمياتها الدقيقة، مضيفة: “إذا واصلت ألمانيا تزويد دولة ترتكب إبادة جماعية بالأسلحة، فإنها تُعد شريكة في الجريمة”.